الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من أثر الذنوب على النفس والجسم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الـ 24 من عمري، مشكلتي بدأت عندما كنت في سن الـ 12 عاما، كان لدي رفقاء سوء، والحمد لله حاليا رحلوا جميعا من حياتي، واتخذت من دونهم طريقا آخر أحتسبه طريق الخير والصلاح، وبدأت أقبل على الصلاة والعبادة، لكن لكل حدث أثر، رحل رفقاء السوء وبقي الأثر، بقي ولم أستطع أن أتخلص منه.

الخلاصة أني كنت أشاهد الأفلام الإباحية، ومارست العادة السرية بغزارة لمدة 12 عاما، حتى بدأت أضعف، وأفقد قواي، ووصل الأمر إلى أني أصبت بضعف الانتصاب، وسرعة القذف، والنسيان، وأنا الآن مقبل على الزواج بعد عام بإذن الله، وأخشى أن تسوء الأمور أكثر من ذلك، وإلى جانب كل هذه الأشياء فأنا أعاني من أحلام اليقظة.

منذ 10 أعوام حياتي أصبحت كئيبة، والوقت ينفذ بدون أن أشعر، فلا أستطيع أن أنجز أعمالي، ولا أنتج شيئا في وقت قصير، دائما أنطلق بأحلامي، وأنسى أن لدي أعمالا لا بد أن أنجزها، وكما قلت في السابق أنا مقبل على الزواج بمشيئة الله بعد عام، فعلي أن أجتهد كثيرا في الفترة القادمة، ولكن كيف أجتهد وأنا في هذه الحالة؟ كيف أجتهد وأنا نفسيتي متعبة وغير مستقرة؟

أريد علاجا لكبح شهوتي، ولسرعة القذف والانتصاب، والنسيان، ولأحلام اليقظة، هل يفيد حالتي عقار "بروزاك – Prozac" التي تصنعه شركة ليلى الأمريكية؟ وهل العام المتبقي قبل الزواج سيكون كافيا لأستعيد قواي، ولتستقر نفسيتي؟ أم سيأخذ الأمر وقتا أطول؟

أجيبوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء جدًّا أنك قد أقلعت عن طريق السوء، وتريد أن تسير في طريق الخير.

أيها الفاضل الكريم: مشاهدتك للأفلام الخلاعية وممارسة العادة السرية لمدة اثني عشر عامًا لشخصٍ يبلغ الآن أربعا وعشرين عامًا؛ هذه خبرة وتجربة طويلة، وبكل أسف هي تجربة قبيحة، لا شك أنها قد تركت آثارها على كيانك الوجداني، خاصة أنك مارستها بممارسات وأنت في مراحل التكوين الأولى.

الآن أنت تريد أن تنطلق وتعيش حياة جديدة، حياة الحرية، حياة الأمان، حياة التقوى، حياة النقاء، حياة الطُّهر، بعد أن كنت في دهاليز الظلام الاستعباد.

أيها الفاضل الكريم: غيِّر فكرك على الأسس التي ذكرتها لك، واعلم أنك أنت الذي تستطيع أن تُغيِّر نفسك، لا أحد يُغيِّرك، نعم أنت قد قطعت حبل المثيرات، خاصة رفقاء السوء، هذا أمرٌ عظيم، ولا بد أن تكون في صحبة الأخيار الأنقياء، وهم كُثر بفضل الله تعالى، ولا بد أن تكون صارمًا جدًّا مع نفسك في موضوع العادة السرية، والذي أنصحك به: ألا تُركز أبدًا على قُواك الجنسية، هي سليمة لكن الوسوسة التي جعلتك تنكبُّ وتصبُّ فكرك حول الجنس نتجت من الممارسات السابقة.

عضوك الذكري سليم، هرموناتك سليمة، هذا أمرٌ نؤكده لك، فقط انطلق بفكرك، وأنا أقول لك: إن الأمر يتطلب منك فقط تغيير في طريقة التفكير وليس أكثر من ذلك، ودعِّم ذلك من خلال الصحبة الطيبة -كما ذكرتُ لك– وبرَّ الوالدين، والنوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وأن تجعل لنفسك خارطة مستقبلية تُدير من خلالها حياتك بصورة إيجابية لتكون شخصًا راقيًا، نافعًا، عالمًا، مُهذبًا.

ويا أيها الفاضل الكريم: إقبالك على الزواج أمرٌ أفرحني وأسعدني تمامًا، أقبل عليه، ولا تخف، وأرجو أن تقتنع بأن الاستثارة الجنسية تحدث عند لقاء الزوجة، التلاطف واللعب الجنسي السليم، أن تأتي زوجتك أنَّى شئتَ -مما أباحه الله تعالى- هذا قطعًا أمرٌ مبهجٌ تمامًا، لا تُقارن ما بين الأفلام الإباحية والخلاعية والخيالات الجنسية المرتبطة بالعادة السرية والمعاشرة الزوجية ممَّا هو حلال وطيب، لا تُوجد مقارنة -أيها الفاضل الكريم-.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أراه ضرورة، لكن أعتقد لا بأس من أن تتناول جرعة صغيرة، وأعتقد أن (زيروكسات Seroxat) و(باروكستين Paroxetine) أفضل بالنسبة لك من الـ (بروزاك Prozac)، والباروكستين الذي أريدك أن تتناوله يُسمى (زيروكسات CR) والجرعة هي 12.5 مليجراما، جرعة صغيرة جدًّا، تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، تستمر عليها يوميًا، ثم بعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

احرص كثيرًا على التمارين الاسترخائية، وكذلك التمارين الرياضية، وسوف تجد فيها خيرًا كثيرًا، أقْبِل على الزواج، ونحن سعداء جدًّا أن نسمع هذا الخبر الطيب الذي أعلمتنا به.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا ام حميد بليغ

    جعله الله في ميزان حسناتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً