الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تعد لدي رغبة في الأكل بسبب الوسواس القهري والتفكير بالموت!

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع.

حالتي هي عبارة عن وسواس قهري بالتنفس، لدرجة أني لا أقدر أن آخذ نفساً، وطوال الوقت مكتوم، وعدمت الرغبة لأي شيء في الدنيا، وتفكيري فقط في الموت، وعدم رغبة للأكل والشرب واللبس، والاجتماعات بالناس.

صرت أفكر بالانتحار، وأعاني من آلام في صدري وظهري، وبرودة الأطراف، وخفقان بالقلب.

علماً أني ذهبت المستشفى وقالوا: الحمد لله سليم، وعملت تحاليل وكانت سليمة -والحمد لله-، فأرجو وصف علاج فعال لحالتي أستخدمه حتى على المدى الطويل، لأن حالتي ما يعلمها غير الله، علماً أني لا أقدر أن أذهب إلى طبيب نفسي لظروف خاصة.

أرجو الرد على بأسرع وقت ممكن. وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hgfgg حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لا أعتقد أنه لديك وساوس حقيقية، إنما لديك قلق نفسي أدَّى إلى الأعراض التي تعاني منها، خاصة فيما يتعلق بعدم القدرة على أخذ نفسٍ لفترة طويلة، والشعور كأنك مكتوم في صدرك، وهذا أدَّى إلى مخاوف ثانوية خاصة الخوف من الموت.

كذلك عدم الرغبة في الأكل والشرب سببها القلق، والذي نتج عنه شيء من عُسر المزاج، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب.

التفكير في الانتحار ربما يكون أيضًا مرتبطًا بنفس حالتك هذه – أي القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة - لكن هذا التفكير يجب أن تطرده، ويجب أن تُحقِّره، وأن تُكثر من الاستغفار، وأن تذكر أن الله رحيم بك - أيها الفاضل الكريم – {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا} فالتفكير بالانتحار لا يليق بالمسلم أبدًا، والدنيا بخير، والدنيا جميلة، فلا تُفكِّر على هذا النهج أبدًا.

علاجك يتمثل في تناول أحد مضادات القلق الاكتئابي، وقد ذهبت إلى المستشفى، وقابلتَ أطباء، فلماذا لا تذهب إلى المستشفى أيضًا وتقابل الطبيب النفسي؟ فالطب النفسي هو تخصص مثله مثل التخصصات الأخرى، ليس هنالك عيب، وليس هنالك وصمة، وليس هناك تحقير اجتماعي حين يُقال طبيبًا نفسيًا، على العكس تمامًا الآن الناس يأتون من جميع مرافق الحياة لمقابلة الأطباء النفسيين.

أعتقد أن ذهابك لمقابلة الطبيب سيكون أمرًا جيدًا، وسيكون أمرًا مهمًّا، وسوف يكتب لك الطبيب أحد مضادات القلق الاكتئابي البسيطة، والتي تُناسب عمرك؛ لأنك لم تذكر عمرك في هذه الاستشارة.

من ناحيتي أقول لك: أكثر من التمارين الرياضية، لأن الرياضة تُساعد كثيرًا في إزالة الكتمة الصدرية الناتجة من القلق.

عليك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم بالنهار، وعليك بتمارين الاسترخاء، وموقعنا أعدَّ استشارة تحت رقم (2136015) فيها توجيهات وإرشادات مبسَّطة لكنها مفيدة جدًّا، لكيفية تطبيق هذه التمارين الاسترخائية، فأرجو أن تطلع على هذه الاستشارة وتُطبق ما ورد بها من إرشاد.

أهم من ذلك كله -أيها الفاضل الكريم– : أن تحرص على العبادة، على الصلاة في وقتها، وعلى صلة الرحم، وبر الوالدين، فهذا يعطيك دفعًا نفسيًا إيجابيًا وفاعلاً جدًّا.

من المهم أيضًا أن تضع خارطة تُدير من خلالها حياتك: أن تنظم وقتك، أن تكون لك آمال، أن تكون لك طموحات، أن يكون لك مشاريع تودُّ إنجازها وتضع الآليات التي تُساعدك على الإنجاز، هذا كله يزيل القلق ويزيل التوتر.

أريدك أيضًا أن تُعبِّر عن نفسك، لا تكتم، فالكتمان يؤدِّي إلى الكتمة في الصدر، ويؤدي إلى القلق الداخلي، ويؤدي إلى التوتر.

عبِّر عن نفسك، وتواصل مع أصدقائك، ورفِّه عن نفسك بما هو جميل، هذا كله علاج، وكما ذكرتُ لك الدواء أيضًا مهم وسوف يفيدك كثيرًا، وإن كان من المستحيل أن تذهب إلى طبيب نفسي – كما ذكرتَ – وإن كنتُ لا أرى استحالة في هذا الموضوع أبدًا.

أرجو أن توضح لي عمرك، وعلى ضوء ذلك يمكن أن أصف لك أحد الأدوية الجيدة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً