الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج أعراض الاكتئاب المرتبط بالقولون العصبي

السؤال

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .

أنا أعاني من الاكتئاب والقولون العصبي منذ حوالي ثمان سنوات، ومن فترةٍ ليست بالبسيطة وهي سنتين تقريباً بدأت معي أعراض لا أعرف سببها، وهي العصبية الزائدة ولو حتى على أتفه الأمور، ودون سبب، وكثرة التفكير في الأمور التافهة والبسيطة حتى تنتهي، والخوف من الموت ولقاء رب العالمين، علماً بأنني لست اجتماعياً، وأحب المكوث لوحدي، وأضيق من السفر والأماكن العامة، وقد ذهبت إلى دكتور نفسي، وأفادني بأنني أعاني من اكتئاب، ووصف لي هذه الأدوية (Dogmatil 50mg وStablon )، وهي عبارة عن ثلاث حبات يومياً من كل نوع، علماً بأنه قال إنك تأخرت في العلاج، وسوف تطول فترة علاجك، ولم أشعر بأي تحسن أثناء استعمال هذه الأدوية.

لقد استشرتك يا دكتورنا الفاضل بناءً على نصيحة أحد إخوتي الذي لا يزال يتعالج لديك، وتحسنت حالته، وهو يثق بك ثقةً كبيرة، ولك جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً يا أخي، ونشكرك على ثقتك في شخصنا الضعيف، وفي الشبكة الإسلامية.

هنالك تداخل كبير بين كل الأعراض التي ذكرتها، فهنالك شيءٌ من الاكتئاب، والمخاوف، والقلق، وربما الوساوس المرضية، وكلها تندرج تحت إطارٍ واحد هو الاضطرابات الوجدانية، وربما يكون البناء النفسي لشخصيتك قد مثّل التربة الخصبة لمثل هذه الأعراض للتنامى.

أرجو يا أخي أن لا يكون ذلك مزعجاً أبداً، فكلما أردت أن أوضحه لك هو حقيقة هذه الأعراض.

بالنسبة لعلاج القلق والمخاوف والاكتئاب، هنالك جانبٌ نفسي، ويمثّل ركيزة أساسية في العلاج، وأهم شيء في الجانب النفسي هو أن تركز على الأشياء الإيجابية الموجودة في حياتك، وتحاول قدر الإمكان أن تتغاضى عن السلبيات والإخفاقات التي توجد في الحياة .

الأدوية النفسية الحديثة تُساعد بصورةٍ فعالة جداً في علاج مثل حالتك .

دواء الدوجماتيل يعتبر علاجاً جيداً، خاصةً لأعراض القلق المرتبطة بالقولون العصبي، ولكن الـ (Stablon) ربما لا يكون مناسباً، كما أنه ظهرت بعض التقارير في الآونة الأخيرة، تدل على أن هذا الدواء ربما يسبب نوع من التعود النفسي، بالرغم من أن الشركة الفرنسية المصنعة للدواء تنكر ذلك .

أرجو أن تستبدل الـ (Stablon) بعقار زيروكسات (Seroxat)، وجرعة البداية هي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفعها إلى حبةٍ كاملة، وتستمر على ذلك لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة حبة ونصف، وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم ترفعها إلى حبتين لمدة شهرين آخرين، وبعدها تبدأ في تخفيف العلاج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين.

أما بالنسبة لجرعة الدوجماتيل فأرى أن كبسولة صباحاً ومساء سوف تكون كافية .

بجانب التفكير الإيجابي والعلاج الدوائي، اتضح أن ممارسة الرياضة تعتبر شيء فعال لامتصاص الطاقات النفسية السلبية، وللمساعدة في بناء الصحة النفسية، فأرجو المداومة عليها.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً