الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة المسافر... هل يستجاب لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أود أن أشكرك د. أحمد المحمدي على إعطائي بصيص أمل في ردك على استشارتي السابقة، كنت أتمنى فعلا لو أبشرك بأخبار جيدة وبخروجي من تلك المرحلة المؤلمة، لكن للأسف ذنوبي فظيعة، وحق على أمثالي العذاب، والحمد لله على كل حال، عسى أن يكون ما أمر به من ذل، وعذاب ضمير، ووحدة، وحسرة، وهواني على الناس، وضيق قلب، وغدر الصديق، وعدم استجابة، وغيرها من الأمور التي ما عدت أطيق لها صبراً كفارة لي، لكن نعمة تعالى الأخرى التي سبق لي وذكرت قائمة برحمته وكرمه.

سؤالي لك اليوم: هو أني بعد غد -بإذن الله- مسافرة من جنوب البلاد إلى شمالها لمدة أسبوع، ثم أرجع بعدها، فهل أعتبر من المسافرين اللذين قال عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده؟ ثم هل يستجاب لدعاء والدتي علي وقت الغضب؟ ثم كيف أتخلص من معاناتي؟

والله العظيم تعبت فأنا صغيرة السن، مع ذلك حياتي جحيم، سامحني على مثل هذه الأسئلة، هذا لا يعني أن أجوبتك لم تؤثر في، لا، بل أشكرك، لأنك بشرتني بأنه سيأتي يوم وسيسامحني الله أكيد لرحمته الواسعة، إلا أني أخشى على نفسي أن لا أتحمل إلا ذلك اليوم.

جزاكم الله أضعاف ما قرأت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن سعداء بتواصلك معنا أختنا الكريمة، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يجعلك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

أختنا الفاضلة: نحن على يقين لا يخالجه الشك في كريم عفو الله عليك، وعلى يقين من اليوم الذي سنقرأ فيه رسالتك، وأنت تبشريننا بصلاح حالك، وعلى يقين من أنك ما دمت بالله مستمسكة ورقابة الله في قلبك حاضرة، فإن الله سيبارك فيك وسيعطيك فوق ما تتمنين.

وأما كيفية التخلص فقبل أن نقول لك الطريق لنا عليك عتاب -أختنا الفاضلة-: كيف تقولين عن نفسك أستحق العذاب، هذا ليس في يدك، ومهما كانت ذنوبك فلا ينبغي أن تعتقدي أنها أعظم من سعة عفو الله ومغفرته، فأملي في الله خيرا، واعلمي أن الله يحبك.

وننصحك بجوار ما مضى في الاستشارة الماضية أن تجتهدي كلما تذكرت ذنبا أن تحدثي لله نافلة، من صلاة الليل، ومن الصدقات، ومن الأمر بالمعروف، ومن الإحسان إلي الفقراء، المهم كلما ذكرك الشيطان بذنب أحدثي له طاعة، وتذكري وأنت تفعلين ذلك قول الله تعالى: "إن الحسنات يذهبن السيئات".

وأما بخصوص السفر فنعم -أختنا المباركة- وإنا نرجو أن يكون دعاؤك مستجابا، وأما دعاء الوالدة عليك فاعلمي -بارك الله فيك- أن من فضل الله أنّ الدعاء الذي يصدر بغير قصد حال الغضب لا يستجاب، قال تعالى:" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ". ولكن ننصحك بالإحسان إليها والتماس بركة دعائها.

نسأل الله أن يفرج عنك، وأن يسعدك في الدرين، وأن ييسر بقدرته ما تعسر عليك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً