الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقيم في ألمانيا.. كيف أحافظ على ديني ولا أنجر وراء الشهوات؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب مقيم في ألمانيا منذ ستة أشهر، ما هي أفضل الطرائق للمحافظة على الدين وعدم الانجرار وراء الشهوات؟

الحمد لله أنا محافظ على صلاتي، ولكن من الملل أحيانًا تأمرني نفسي بالسوء، وهل الاختلاط في مدارس اللغة حرام؟ علمًا أنه لا يوجد مدارس غير مختلطة، وأحيانًا أضطر إلى التكلم مع الفتيات، (كالمحادثة باللغة الألمانية).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وشكر الله لك حرصك على دينك، والسؤال عما أشكل عليك وردًا على استشارتك أقول:

- الإقامة بين ظهراني المشركين فيها خطورة كبيرة على دين الإنسان، ولذلك يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين).

- إن اضطر الإنسان للإقامة بينهم فلا بد أن يلازم تقوى الله ومراقبته، ويعمل جاهدًا من أجل تقوية إيمانه حتى لا يقع في المعاصي.

- جاهد نفسك في الله والزم الطاعات يهدك الله سبله ويوفقك ويقيك السوء والشر قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، وأكثر من الصيام فذلك يحد من شهوتك يقول عليه الصلاة والسلام: ( يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

- الزم مصاحبة الصالحين فإنهم سيكونون عونًا لك على ملازمة الطاعة، وترك المعصية فالصديق الصالح يأمر بالخير ويعين عليه، وتأثير الصاحب كبير في حياة الإنسان ففي الحديث: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)، وفي الحديث الآخر: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: (الصاحب ساحب)، و(الطيور على أشكالها تقع).

- كن على تواصل دائم بالمراكز الإسلامية وأنشطتها ودروسها، فذلك سيربطك بأصدقاء صالحين، وسيقوي من إيمانك.

- اجتهد في أن توفر مالا وتبحث عن فتاة ذات دين وخلق وتتزوج بها، فذلك سيقيك من الوقوع في الحرام بإذن الله.

- اجتنب مواطن الريبة والمواطن التي تهيئ لك الوقوع في الرذيلة ولا تختلط بالأجنبيات واجعل كلامك مع الفتيات بحسب الحاجة فقط، وإن وجد ذكور فلا تتحدث معهن.

- أكثر من هذا الدعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

- تذكر دومًا أن الله معك يراك ويعلم ما تقول وما تفعل وأنه وكل بك ملكين يكتبان عنك أفعالك وأقوالك قال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} وقال: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.

- كن متذكرًا للموت فذلك سيعينك على الابتعاد عن المعاصي يقول عليه الصلاة والسلام: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات)، فمن تذكر الموت عمل لما بعد الحياة، واجتنب ما يسخط الله تعالى.

- لا تجعل الله أهون الناظرين إليك، واستحي منه حق الحياء فأنت إن ارتكبت معصية فعلتها بعيدًا عن الناس، لكن الله معك يراك ويسمعك أينما ذهبت يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء).

- تذكر آثار المعاصي والتي منها حرمان التوفيق والرزق كما في الحديث: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، والوحشة في القلب، والنفرة من الناس، ومحق بركة العمر، والبعد عن الله، ونقص الإيمان كما في الحديث: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ....الحديث)، وما أكثر تلك الآثار فإن تذكرت ذلك ابتعدت عن المعاصي ولازمت الطاعات.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جنوب أفريقيا معتز حمد محمد

    شكرا علي هذا الكلام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً