الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من وقوف الأب في طريق قيام أبنائه بمساعدة أمهم المريضة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعرف كيف أستطيع أصور لك المشكلة يا دكتور.

أمي في حالة صحية سيئة، ولكن تستطيع -والحمد لله- أن تخدم نفسها وتذهب وتجيء وتقضي حاجاتها، ومنذ أشهر قريبة ازداد وضعها سوءاً أكثر وأكثر، ونحاول جميعاً مساعدتها -خصوصاً أخواتي الفتيات- كل بدوره، ولكن ما استغربناه هو ردة فعل أبي على صعيدين: محاولته منعها من الذهاب إلى الدكتور بسبب آرائه الطبية، وعدم ثقته بكلام الأطباء ( هذا تعودناه حقيقة )، هذه حجته، ومحاولته منعنا من التقرب منها لمساعدتها في كثير من الأحيان، ويذكر لنا حججاً غير مقنعة، أهمها أنه هو أحن عليها منا، ولكن لا نرى على أرض الواقع ذلك!

وأمي بحاجة للمساعدة، ولكن هو واقف في طريقنا، البعض من إخوتي فسر ردة فعله على أنها غيرة شديدة عندما رآنا ملتفين حولها كلنا، وسؤالنا المتكرر على الهاتف عليها، فيجب علينا أن نهتم به كما نهتم بها وأكثر، وأي تقصير منا يجعله يعتبرنا -مع أمنا- أعداءه، وما يدعم رأي إخوتي كلامه المتكرر لنا بأن الدين لم يفرق بين الأم والأب بالعناية.

وآخرون فسروا ذلك بأنه يحاول أن يخلق الجو لكي يتسنى له القول أخيراً بأنه يحق له الزواج الآن، وخصوصاً بعد تلميحاته الأخيرة لأمي ولنا بذلك.

وتفسيري أنا أن أبي من النوع المتعنت الذي لا يقبل أي اقتراح أو أي رأي، وأفكاره هو دائماً هي الصحيحة، وفي كل المجالات، وهو من النوع الذي يحس بأنه خسر الدنيا إذا تنازل عن آرائه، أو ثبت عكس بعضها صدفة!

فما الحل يا دكتور، نرجوك جداً جداً بأن تساعدنا في حل هذه المشكلة بحل نستطيع مساعدة أمنا المريضة، وفي نفس الوقت نحافظ على اتزان العائلة من ناحية أبي، وإذا أردت المزيد من التفاصيل فنحن جاهزون لذلك.
وجزاك الله كل الخير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رعاك الله، وأنبتك نباتاً حسناً، ووفقك في حياتك، اللهم آمين.

أشكرك ابني على دخولك لموقعك (الشبكة الإسلامية)، وإننا لنفخر بأمثالك من شباب الإسلام، لا سيما الذين يشعرون بمسئولياتهم.

ابني: إني لا أتفق معك في التحليل الذي توصلت إليه من خلال تعامل والدك، ولكن لو صدق هذا الرأي فأنت وإخوانك حقيقةً مطالبون ببره كما تبرون والدتكم وتقومون بخدمتها، ولا أحسب أن الأمر يكلفكم شيئاً، ولنضع برنامجاً حاول تطبيقه لتعرف النتائج.

اتفق أنت وإخوانك من الصباح أن تدخلوا عليه وتسلموا عليه، وأن تسألوه عن صحته، ولتقدم له أخواتك طعامه، ويقمن بتنظيم ملابسه وأغراضه، واسألوه عن أحواله باستمرار؛ حتى تُشعروه باهتمامكم به، فإن إهمالكم للسؤال عنه والاهتمام به هذا يدخل في نفسه شيئاً.

أما جانب الأم فأظنه بعد أن يجد حقه من الاهتمام وتشبعوا له رغبته فلا يمانع في علاج الأم وخدمتها.

ومن جانبٍ آخر أرى أن تدخلوا أحد الأهل من الأعمام أو الأقارب ليقنعه في ضرورة علاج الوالدة، فربما تأخذه العزة ويرى -لصغر سنكم- أن كلامكم غير معتبر، وإن كان خالكم موجوداً فهذا أحسن؛ لأن علاج الوالدة يُهمه جيداً.

أرى أنكم إذا سلكتم هذين الحلين ستنجحون إن شاء الله في حل هذه المشكلة، ولا تنسوا الاستعانة بالصلاة والدعاء أن يعينكم الله على حل عاجل إن شاء الله.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه. آمين.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً