الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجوع كثيرا وبشدة ولا أتحمل الجوع ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 29 سنة، أعاني منذ فترة تتعدى السنة من زيادة الجوع (بمعدل كل ساعتين إلى ثلاث) مع بعض الدوار، وزغللة، وثقل في الرأس، وعدم تركيز، وكأني سأهوي، وأقع في حالة إغماء بمجرد شعوري بالجوع، وحموضة بالمعدة مع الجوع، وإحساس بفراغ بالمعدة وفم المعدة، وبعد الأكل أحس بشدة في ضربات القلب وخمول شديد.

وأيضا أجوع كثيرا؛ حيث أن أقصى مدة مع أكبر وجبة لا تتعدى الثلاث ساعات، وبعدها تظهر الأعراض السابقة.

علماً بأن تحاليلي سليمة: دم، وبول، وبراز، والغدة الدرقية، وعملت أشعة تلفزيونية ومقطعية بالصبغة على البطن، والحمد لله لا يوجد أي شيء، وقد عملت تحاليل بخصوص مرض السكري، مثل سكر صائم وفاطر، ومنحنى سكر ومنحنى أنسولين، والنتيجة على ما يرام.

وقد جربت أن آخذ جرعة مياه بالسكر أثناء الحالة والأعراض التي ذكرتها، ولكن لا أحس بأي فرق، وهذا ما أدخلني في حالة نفسية وخوف من الخروج، وخوف من عمل أي مجهود، وحالة ترقب للوقت بين الوجبات.

وأود التنويه: أن الحالة ظهرت فجأة بعد تعرضي لألم في المعدة وحموضة وترجيع، وشخصها الدكتور على أنها بكتيريا وطفيليات تقريبا، وأيضا التهاب في المرارة، وأعطاني بعض الأدوية، وبعد فترة ظهرت هذه الحالة الجديدة، وعند زيارتي لطبيب آخر أعطاني دواء دوجماتيل، وقد أراحني قليلا، ولكن الأعراض ما زالت موجودة، وحالتي النفسية تسوء حيث أني التزمت العمل والبيت ولا أخرج ولا أُنزّه عائلتي، وأيضا وصل بي الحال أني أصبحت أتوقع المصائب دائما، والشعور بالقلق المستمر والخوف والتوتر وقلة النوم.

ذهبت لدكتور آخر فقال لي إنها التهاب في الاثنا عشر، وأعطاني مجموعة أدوية، وهي كالآتي: ميوكستا100 مجم ثلاث مرات، وترايتون 200 ثلاث مرات، وسبازمو امريز ثلاث مرات، ودوكسيرازول 30 مجم مرتين، وافتر ميلز ثلاث مرات، وهذه الأدوية أرهقتني وأصابتني بزيادة كبيرة في ضربات القلب، وإعياء ودوخة، واستمريت عليها لمدة أسبوعين ولا يوجد تحسن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثرة الأكل والجوع قد يكون جزءًا من حالة قلق وتوتر يعيشها الإنسان، وأنا شخصيًا عالجتُ إنسانًا يعاني من رهاب الساحة -أي الخوف من الخروج من المنزل- ولا يستطيع أن يخرج من المنزل إلَّا ومعه شخص، ويحمل كيسًا مملوءً بالسندويشات، والطريقة الوحيدة التي يُعالج بها الخوف هو أن يأكل، ويأخذ معه شخصا، حتى زاد وزنه بصورة كبيرة.

فإذًا؛ هنا الجوع والأكل قد يكون عرضًا من أعراض القلق والتوتر، وواضح أنه كذلك لحدوث أعراض أخرى مثل الدوّار والدوخة والزغللة وثُقْلٍ في الرأس، وكما قلتَ: حصل لك هذا الشيء بعد حدوث أعراض في المعدة، وقام الدكتور -سامحه الله- بإعطائك تشخيص ما، وبعد ذلك صِرتَ خائفًا ومتوتِّرًا، وأصبحت تنتقل من طبيبٍ إلى آخر عسى أن تجد إجابة لما تحسّ به من آلام.

هذه الآلام كلها التي تحسَّها وتشعر بها -أخي الكريم- الآلام الجسدية من جوع وآلام في المعدة وزيادة في الأكل، كلها أعراض لها بُعْد نفسي، لأنه واضح أنها مصاحبة للقلق والتوتُّر والخوف، فأرجو أن تتوقف عن الذهاب إلى الأطباء الباطنيين، لأن هذا سوف يُدعِّم الخوف والقلق عندك ويُغذِّيه، وتستمر على هذا المنوال.

أول شيء في العلاج: عليك بالتوقف عن الذهاب للأطباء الباطنيين، لأن ما تشكو منه واضح أنه مشكلة نفسية، وإن شاء الله تعالى علاجه عند الأطباء النفسيين.

أنصحك بمقابلة طبيب نفسي ليقوم بفحص حالتك، بأخذ التاريخ المرضي، وفحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ إعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً