الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدأت أسمع أصواتاً داخل رأسي ثم أصابني الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم

أشكر القائمين على هذا الموقع وكل من يساهم بالعمل به، جزاكم الله كل خير، على ما تقدمون لنا من فائدة.

أنا شاب بعم 18 سنة، منذ فترة بدأت أسمع أصواتاً داخل رأسي، أصوات أقرب إلى الشحنات الكهربائية، أسمعها في وسط رأسي منذ سنة، ولا زلت أسمعها.

بعد هذه الأصوات أصبحت أشعر بأنني أواجه مشكلات نفسية عديدة، العنف والاكتئاب والغضب الشديد، وأكثر شيء يزعجني الوسواس القهري، أو ما يسمى بالوسواس المرضي.

هذا الوسواس أصبت به منذ ثلاثة أشهر، وفي كل فترة يتطور أكثر وأكثر، لدرجة اعتقدت أني إذا حككت يدي ستذوب عظام يدي!

أرجو إفادتكم، ما هو هذا الصوت الذي أسمع برأسي؟ وما سببه؟ وهل هذا طبيعي أم ماذا؟ سمعت عن دواء يسمى بسبرالكس، هل يمكنني أخذه أم أن له أضراراً جانبية؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ maher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس من الطبيعي أن يسمع الإنسان أصواتاً داخل الرأس أو خارج الرأس، ولكن الأصوات التي تصدر من داخل الرأس أخفّ من الأصوات التي تأتي من الخارج، ويسمعها الشخص.

أنت تسمع ما تسمع وتحسّ بذلك، وهذا إحساسك أنت، وعرضك أنت، وقد يكون ناتجًا من أي شيء، لكن المهم أنك تحسّ به، ووجود اكتئاب وتعصُّبٍ شديد ووسواس قهري، هذا يجعل تفسيرنا لهذه الأعراض أن هذه الأصوات جزء من هذه المشكلة النفسية التي تعانيها، وهي التوتر والقلق والاكتئاب والوسواس القهري.

في كثير من الأحيان يشعر الإنسان بأن هناك صوتاً داخلياً يتكرر باستمرار في داخله، ولا يستطيع أن يطرده ولا يستطيع أن يمنعه، وهذا يعتبر جزءًا من الوسواس القهري، فالوسواس قد يكون في شكل فكرة أو صورة أو إحساس متكرر على الشخص، ولا يستطيع أن يُوقفه، ولكنه يتكرر ويتكرر ويُسبِّبُ إزعاجًا شديدًا وتوتُّرًا وقلقًا لدى الشخص.

السبرالكس دواء فعّال للقلق وللاكتئاب وللوسواس، وهو قليل الآثار الجانبية، آثاره الجانبية معروفة، وتتمثل في: عُسر الهضم، وغثيان، وآلام في البطن بسيط في الأسبوعين الأولين من تناول العلاج.

لذلك ننصح بأن يبدأ الإنسان بنصف حبة لمدة أسبوع، تؤخذ ليلاً وبعد الأكل، هذا يقلل من الآثار الجانبية من الدواء، ثم بعد ذلك يتم زيادة الجرعة إلى حبة كاملة بعد الأكل، وعادةً يبدأ التحسُّن بعد أسبوعين، وتحتاج من شهرٍ ونصف إلى شهرين حتى تزول معظم الأعراض، وبعد ذلك يجب الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

السبرالكس لا يُسبب ولا يؤدي إلى الإدمان على الإطلاق، ويمكن التوقف عن تناوله بعد زوال الأعراض بصورة طبيعية، إذ لا يُسبب أعراضاً انسحابية عند التوقف من تناوله.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً