الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة تفكيري تختلف كثيرًا عن خاطبي، فهل أكمل معه أم أتركه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي تكمن في الاختلاف الذي ألمسه بيني وبين خطيبي في أشياء كثيرة، على سبيل المثال خطيبي لم يكن ملتزما بأداء الصلاة، ولكنه قبل أن يتقدم لخطبتي انتظم فيها، فهو الآن يصلي الفروض، ولا أشعر بأن لديه رغبة في تحسين نفسه إلى الأفضل، فهو متساهل في بعض الأمور، عكسي أنا، فأنا أحب دائما مراجعة نفسي وتصرفاتي وأفعالي التي تقربني لله عز وجل، خطيبي متمسك بالعادات والتقاليد في أشياء كثيرة، و ضيق الأفق، وعنيد، وعصبي، وليس من السهل إقناعه برأي آخر غير رأيه، وأنا لا يحكمني في حياتي جانب العادات والتقاليد بقدر ما يحكمني الدين، لست متدينة جدا، ولكنني أحاول تحسين نفسي، وعندما أحدثه عن الواجبات والالتزامات الزوجية يحدثني عن واجباتي كزوجة، وكأنني أنا الطرف الوحيد صاحب الواجبات في هذه العلاقة.

على الجانب الآخر خطيبي رجل مجامل، ويستطيع انتقاء كلماته، وهو رجل جاد في عمله، وصاحب همة عالية ونشاط جيد، يجيد التصرف وحل المشكلات بهدوء، ويقدر المسؤولية نحو والدته وإخوته، ويتعصب لحقه فى الإنفاق، ولا يسألني عن ممتلكاتي الخاصة، ولا يعرف عنها شيئا، ويستنكر أن أشاركه بشيء منها في منزلنا، لأنني ملزم بالإنفاق علي، ومتمسك بي، وخاصة بعد أن سمحت فى بداية الخطوبة -سامحني الله- بالكلام الرومانسي، ولكن بعد أداء فريضة العمرة أدركت بفضل من الله فداحة ما فعلت وتراجعت عنه، وخيرته بين أن تخلو فترة الخطوبة من هذا الكلام وبين فسخها، ووافق على إكمال خطوبتنا على هذا الوضع.

مشكلتي اليوم أنني أخشي من هذا الاختلاف أن يؤثر على حياتنا المستقبلية وعلى أولادنا، فالزواج بالنسبة لي خطوة لتحسين نفسي، وإعداد جيل أفضل من الجيل الذى أتينا منه، وأريد رجلا يعينني على كل هذا، ولا يكون عقبة فيه، ولقد راجعت نفسي كثيرا واستخرت الله في فسخ الخطبة ولكنها ما زالت مستمرة، وما زلت أشعر برغبة في الزواج منه رغم الاختلاف، فهل أفسخ خطبتي بناء على ما تقدم، أم أحاول تغييره بحسن العشرة والمعاملة؟ وهل يمكن لرجل مثله أن يتغير أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد:
طالما استخرت الله، ونفسك مطمئنة للاستمرار معه، فهذا مؤشر إيجابي لاتخاذ القرار، وما ذكرته من صفات فيك وفي خطيبك مؤشر إيجابي آخر لإمكانية نجاح هذا الزواج، لوجود صفات حسنة وإيجابية فيك وفيه، يمكن لهذه الصفات أن تشكل أرضية جيدة لقيام أسرة سعيدة -بإذن الله- وما تتخوفينه من نتائج مستقبلية بسبب بعض الصفات السلبية فيه يمكن التغلب عليها بالحوار بينكما أو بالتغاضي منك أحيانا ومنه أحيانا، وهذه طبيعة البشر، لا يمكن أن تكون صفاتهم متطابقة، ولا يسلموا من الاختلاف في الحياة المعيشية بينهم، والبيت النبوي خير شاهد على هذا الأمر، فقد وقع فيه شيء من الخلاف، ولكن سرعان ما يذهب بسبب رجاحة عقل أطراف الخلاف وحوارهما وامتثالهما للشرع الحنيف.

أنصحك بالاستمرار في الخطبة، والسعي لإكمال الزواج، وأوصيك أن يكون لك دور طيب في إكمال النقص لديه في الجانب الديني والأخلاقي بعد الزواج بأسلوبك الطيب، وتعاملك الحسن معه -إن شاء الله-.

وفقكما الله لما يحب ويرضى، ويسر أمركما، ورزقكما الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أسماء محمد

    أشكر فضيلتكم علي الرد فوالله ماهدأ بالي إلا بعد قرائته جزاكم الله عنا خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً