الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنظم وقتي وأوفق بين الدراسة وبين رغباتي الأخرى؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه، وجعله في موازين حسناتكم.

أريد بعضًا من النصائح لطالبة مقبلة على الثانوية العامة، وكيف أعد لنفسي جدولا يحوي حفظ القرآن، وتلاوته، ومراجعته، وتدبره، ودارسة العلم الشرعي، ومساعدة الأم في أعمال المنزل، وأخيرًا مذاكرة المقررات الخاصة بالثانوية، والدروس الخصوصية، بحيث لا أهتم بأحدهم على حساب الآخر؟

فالطلاب في هذه المرحلة يتفرغون من كل شيء من أجل دراسة الثانوية العامة، كما أنني أود إعلامكم بأني أريد أن ألتحق بكلية الطب البشري.

بارك المولى بكم، وأجزل لكم الثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

فلا شك أن المسلم منظم في عبادته ومظهره ووقته وكل أموره، وكلما كان المسلم أكثر تنظيما لنفسه كانت جهوده مثمرة، ولا يلزم أن تكون جهوده وأعماله متزنة في كل الأوقات، بل كل عمل في وقته يتغلب على بقية الأعمال، وهنالك أوقات لا تصلح إلا لعمل واحد كوقت الصلاة مثلا، ومن هنا فنصيحتي لك -ابنتي الكريمة- أن تتبعي الخطوات الآتية:

- حفظ القرآن الكريم ومراجعته يكون بعد الفجر؛ لأن هذا الوقت يكون فيه الإنسان هادئ البال صافي الذهن، بعيدا عن المشاغل والمكدرات.
- تلاوة جزء من القرآن، ويمكن أن تقرئي ورقتين بعد كل صلاة ابتداء من صلاة الفجر وانتهاء بصلاة العشاء، وبهذا تكونين قد قرأت جزء كاملا.
- مساعدة الوالدة في أعمال البيت يكون بعد الظهر وما بين المغرب والعشاء، أو بحسب الاتفاق مع الوالدة، وتنسيقا مع بقية أخواتك إن كان لك أخوات.
- خذي ساعة من النوم ما بين الظهر إلى العصر تعينك هذه الساعة على أداء أعمالك بقية اليوم.
- مذاكرة الدروس بعد العصر إلى المغرب، وبعد العشاء إلى وقت النوم.
- عليك بأذكار النوم وأذكار اليوم والليلة؛ فهي معينة بعد الله على أداء الأعمال.
- حافظي على الدعاء الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة -رضي الله عنها- حين أتته تطلب منه خادما يساعدها في أعمالها، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولزوجها علي بن أبي طالب: (ألا أعلمكما ما هو خير لكما من خادم إذا أتيتما مضجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين واحمداه ثلاثا وثلاثين وكبراه أربعا وثلاثين فذلك خير لكما من خادم)، قال علي -رضي الله عنه- فما تركته منذ سمعته، قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين.
- داومي على الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهما من أسباب تفريج الكروب، وتنفيس الضوائق، وكسب القوة الحسية والمعنوية للأبدان، قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).
- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يعينك ويوفقك، وكوني دائما مستعينة بالله تعالى في كل أعمالك.
- اطلبي الدعاء من والديك، وكوني مطيعة لهما، تكسبي رضاهما، فرضاهما من رضى الله جل وعلا.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة، وأن يعطيك من الخير ما تتمنين، ويصرف عنك الشر كله آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • nahla

    بارك الله فيكم على هذه النصائح والإرشادات الجبارة .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً