الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقطير بالبول والعادة سرية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من تقطير بالبول أجدها بالملابس الداخلية وتلازمني فترة، وأحياناً أجدها بعد النوم وبولي متقطع، وعدد مرات البول كثيرة، لدرجة أني بعد قضاء الحاجة أستخدم الماء وإذا انتهيت وخرجت من الحمام أستخدم المنديل لأكتشف أن هناك قطرات، وأحياناً وأنا أتحرك أشعر بنزولها، وحتى مع تركي للمعصية التي سأذكرها لاحقاً ما زلت أعاني من مشكلة البول.

أما المعصية التي تلازمني فهي معصية العادة السرية والنظر للمقاطع المحرمة منذ سنين، وحاولت تركها مراراً، لكن دون جدوى، الآن بدأت أتغلب عليها وقد تركتها لفترة تتجاوز الشهر من قبل رمضان -ولله الحمد- ، فما علاج حالة البول؟ وكيف هو وضع طهارتي وصلاتي مع حالة تقطير البول؟ وما الأمور التي تقوي إرادتي وتزيد من عزمي لعلاج المعصية؟

لا أريد العودة لها أبداً بتوفيق الله، فأحتاج لحلول غير الحلول الاعتيادية مثل ترك الوحدة والرياضة، حتى لو كانت بأدوية، وسؤالي الأخير، هل الزواج يعتبر حلاً؟!

جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عادة ما تكون هذه الأعراض بسبب احتقان البروستاتا، إن احتقان البروستاتا ينتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد، فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك وتفادي التعرض للبرد الشديد، وكثرة تناول الخضراوات الطازجة لتفادي الإمساك، ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل 12 ساعة, أو البورستانورم أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto والـPygeum Africanum والـ Pumpkin Seed فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (تصل لعدة أشهر حتى يزول الاحتقان تماما).

وبالتأكيد ترك الوحدة والرياضة تساعد في تحسن احتقان البروستاتا كما أن الزواج يحسن حالة البروستاتا.
+++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة د. مراد القدسي استشاري العلاقات الأسرية والتربوية.
+++++++++++++++++++++++++++++
نشكركم على تواصلكم معنا، ونسأل الله لك الشفاء العاجل، والثبات على الحق، أما ما ننصحك به فيكمن في الآتي:

ـ العادة السرية: حكمها حرام، حرمها أكثر العلماء استدلالا بقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون *إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين *فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المؤمنون :5، 7]، فالآية دلت على أن تفريغ الشهوة يكون عبر الزواج أو عبر التسري مع الأمة المملوكة، ومن أفرغ الشهوة في غير ذلك فهو متعد، وهذا الاعتداء حرام، ووجه آخر في منعها أن ممارستها والاستمرار فيها له أضرار على صحة الإنسان، فقد يصاب المستمني بالعقم، أو بالضعف الجنسي بعد الزواج، أو بضعف في البدن، ونحو ذلك، والشريعة حرمت كل ما يضر الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7517.

- فعليك أن تقرأ في الاستشارات والمواقع المتخصصة لتعرف خطر الاستمناء على صحة الإنسان، وفائدة القراءة تزيدك قناعة بتركها بعد معرفة أضرارها، ونحيي فيك عزمك خلال هذه الفترة، ونسأل الله أن يعينك في بقية عمرك.

- و مما ننصح به عليك الابتعاد عن النظر إلى ما حرم من المقاطع الجنسية والنظر للنساء، فالبعد عن ذلك يساعدك على الإقلاع عن الاستمناء، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور : 30].

ومما يعين على ترك النظر ان تعلم عواقبه وأضراره، وكذلك أن تكثر من الذكر والاستغفار، وحافظ على الصلاة، واترك الرفقة السيئة التي كانت سببا فيما أنت فيه، ولا تكثر الخلوة وإذا خلوت، فأشغل نفسك بالطاعة والقراءة النافعة.

وعليك بمراقبة الله في السر والعلن، وأن لا تجعل الله أهون الناظرين إليك.

- أما مسألة "سلس البول" التي تعاني منها، فالحل في ذلك له شقان جانب عضوي يرجع في ذلك إلى طبيب مختص، وأبشر فما من داء إلا له دواء.

والجانب الآخر، في حكم صلاتك، فيقول أكثر الفقهاء بأن عليك أن تتوضأ لكل صلاة عند دخول وقتها، ثم تصلي بحسب حالك حتى ولو نزل البول فهذه حالة ضرورة، ويعفى عما نزل عقب الوضوء؛ لأنه لا سبيل إلى إيقافه؛ لأنه يخرج بطريقة لا إرادية.

- أما هل يعتبر الزواج حلا لما أنت فيه؟ الجواب نعم الزواج حل لما أنت فيه؛ لأنه طريق مشروع لتفريغ الشهوة، وإنجاب الذرية الصالحة، وإذا تزوجت وقصدت العفاف، فلك أجر عند الله تعالى.

وفقك الله إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً