الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الوسواس والاكتئاب لها آثار سلبية على الوزن، فما البديل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عانيت من وساوس في الدين واكتئاب، واستخدمت سيروكسات CR  12.5 لمدة شهر تقريبا، ثم رفعت الجرعة إلى 25 لمدة 10 شهور تقريبا، وتحسنت -والحمد لله-، وأردت التوقف عن الدواء نهائيا؛ لأنه يؤدي إلى زيادة في الوزن.

بدأت بأخذ 25 حبة كل يومين، لمدة أسبوعين تقريبا، ثم حبة كل ثلاثة أيام، ثم حبة 12.5 كل يومين، ثم 12.5 كل ثلاثة أيام لمدة شهر تقريبا، ومنذ أسبوعين تقريبا بدأت بأخذ 12.5 كل أربعة أيام تقريبا.

ولكني أشعر بدوار بسيط يزعجني، فلا أستطيع إيقاف الدواء نهائيا، فبسبب الدوار أضطر أن آخذه في اليوم الرابع، وأنا متضايقة من نفسي لأني أحاول أن أفقد الوزن منذ فترة، ولا أستطيع.

هل هذا بسبب الدواء فعلا؟ وكيف أتوقف عن الدواء؟ خائفة أن يعود الاكتئاب والوسواس، فهل هناك دواء بديل ليس له مضاعفات؟ تعبت كثيرا عندما بدأت بأخذ السيروكسات، ولا أريد أن أتعب مجددا.

وشكرا لكم كثيرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزيروكسات من الأدوية المفيدة لعلاج الاكتئاب والوسواس، وحسناً فعلت في قطعه بالتدرج، وطبعاً أحياناً يحتاج الشخص للتدرج، ويختلف الأشخاص في كيفية التدرج من شخص إلى آخر، ودائماً أنصح المرضى مثلاً إذا كنتِ تأخذين 12.5 مليجرام مثلاً كل 3 أيام، ولم تكن هناك أعراضا، ولكن عندما بدأت تأخذيه كل 4 أيام ظهرت الأعراض، فعليك بالرجوع مرة أخرى إلى 3 أيام، وطول الفترة التي تخفضين فيها الجرعة، لأن قد يختلف شخص لآخر، والعامل في النهاية عامل نفسي مهم جداً، المهم الآن تدرجي في التوقف بدرجة ببطء أقل إذا كان تشعرين بالدوار، مثلاً بدل كل 4 أيام تأخذينها كل 3 أيام، واستمري عليها لمدة أسبوعين، ثم حاولي مرة أخرى كل 4 أيام، وإذا اختفى الداور لمدة أسبوعين مرة أخرى، خذي الجرعة كل 5 أيام، وهكذا لمدة أسبوعين، حتى تتوقفي نهائياً.

ولا تنسي -يا أختي الكريمة- أن بعض ما تشعرين به من القلق والخوف من رجوع الحالة مرة أخرى، وهذا أحياناً يتطلب علاج نفسي مثل الاسترخاء، الاسترخاء الذاتي بممارسة رياضة خفيفة أو المشي أو صرف التفكير لأشياء أخرى، فكري في أشياء جميلة، في إجازة قضيتها، في رحلة قمت بها، ولا تستسلمي لأفكار القلق والوساوس، وحاولي أن تحولي التفكير من تفكير وسواسي إلى تفكير في الأشياء الجميلة، وإذا فكرت في أشياء جميلة وحصل الاسترخاء فتدريجياً القلق والوساوس يختفي -بإذن الله-.

هناك أدوية أخرى غير الزيروكسات يمكن استعمالها لعلاج الوسواس والاكتئاب، ولكن دائماً أفضل أن يتم استعمال هذه الأدوية عن طريق طبيب نفسي، فإذا شعرت كل هذه النصائح لم تفد معك، فعليك بمراجعة طبيب نفسي، وأنا على ثقة بأن هناك أدوية كثيرة أخرى لا تسبب مشاكل ويمكن وصفها لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً