الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت الزواج من أجل الدراسة فهل أخطأت القرار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أريد أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع الذي فيه من الفائدة الكثير.

لقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه الاستشارة، لكن ما يجول في خاطري لا أستطيع أن أبوح به لأحد قريب مني.

أنا فتاة حصلت على منحة ماجستير من جامعتي لأنني من المتفوقين -ولله الحمد-، استخرت وقتها للدراسة وكانت الأمور مسهلة، ووالدي ووالدتي شجعاني على ذلك، ولكنني الآن أفكر كثيرا هل يمكن أن أكون قد تسرعت في قبول هذه المنحة؟ هل يمكن لدراستي أن تعطل زواجي مثلا؟ فكل صديقاتي اللاتي في عمري منهن من خطب، ومنهن من تزوج، وأنا لا يتقدم لي أحد إلا ما ندر، فهل دراستي تمنع الخاطبين من التقدم لي؟

لقد حصل وتقدم لخطبتي شاب يعمل خارج البلاد التي أعيش فيها، ولكن كان علي الاختيار بينه وبين دراستي، وأنا رفضت أن أترك دراستي من أجل الزواج، فهل أخطأت في قراري هذا؟ علما أنني أحب دراستي كثيرا وأنا متفوقة بها -والحمد لله-، وأخشى أن أحرم من الزواج طيلة حياتي، هذا الموضوع يزعجني منذ فترة وأرجو منكم المساعدة، وتقديم النصح لي.

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

طالما استخرت الله وشجعك على ذلك والديك واطمأنت نفسك لمواصلة الدراسة أنذاك فلا تفتحي الآن على نفسك بابا للشيطان حتى يوسوس لك بأنك لو فعلت كذا لكان كذا، ولكن قولي قدر الله وما شاء فعل، فما يدريك ما هو الذي قدره الله لك؟ وقد تكون الدراسة لا علاقة لها بالزواج لأن كل شيء له وقته المحدد في اللوح المحفوظ.

ولا عبرة أن صديقاتك تزوجن فلكل بنت نصيبها وقدرها، فانتظري نصيبك وقدرك وخذي بأسباب تسهيل الزواج، ولا تتعنتي في اختيار الأزواج، وقد تجدي زوجا يقبل بإكمال الدراسة فتجمعي بين الدراسة والزواج، ولكن إذا كانت عادة أهل بلدكم أن لا يسمحوا لزوجاتهم بإكمال الدراسة فهنا يأتي الخيار بين الزواج أو إكمال الدراسة.

فأنصحك أن تختاري الزواج، فالزواج في هذه الحالة مقدم على الدراسة، ولا تفوتي الفرصة على نفسك خاصة إذا كنت تشتاقي إلى الزواج وتخشي على نفسك الفتنة.

وأملي بالله خيرا ولا تحدثي نفسك باليأس والقنوط من أن قطار الزواج قد فاتك!! ففضل الله واسع، والله سبحانه عند ظن عبده به فظني بالله خيرا.

أسأل الله العظيم أن ييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً