الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بفصام أم باكتئاب ثنائي القطب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، أصبت بمرض نفسي، ولكن التشخيص لم يكن دقيقا، فقد اتهموني أني مصاب بالفصام، ومرة اتهموني أني مصاب بالهذاء.

قصتي مع المرض كانت في البداية بتوهم مرض عضوي، وأني مصاب بمرض جلدي، والناس يشمون مني رائحة كريهة، ذهبت لطبيب أمراض جلدية، وقال لي إنك سليم، ونصحني بزيارة طبيب نفسي، ذهبت إلى الطبيب النفسي وكتب لي دواء olanzapine 5mg فعلا اختفت أعراض توهم المرض الجلدي، وبعد فترة تركت العلاج، وظهرت لي ضلالات وشكوك أن أصدقائي في الدراسة يريدون أذيتي، ولكني لم أعانِ من أي هلاوس سواء كانت سمعية، أو بصرية.

أريد منكم تشخيص حالتي، هل هي فصام؟ أم هذاء؟ أم اكتئاب ثنائي القطب؟ مع العلم أني كنت أشكو من ضعف التركيز، ولكن بعد أخذ دواء مضاد للاكتئاب رجع تركيزي بالصورة الطبيعية.

وشكرًا على حسن المتابعة وفي انتظار إجابتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك وبالكيفية التي ذكرتها واضحة جدًّا، كان لديك ما يُعرف بالهلاوس الشمِّية، وكما ذكرتَ وتفضلت كان لديك ما نسميه بالمراء المرضي – أي الاعتقاد أنك مريض مرضًا عضويًا بالرغم من عدم وجوده – لا أريدك أن تُسميه توهمًا، نعم هو نوع من الشكوك الظنانية، ويأتي تحت مسمى الضلالات الظنانية أو البارونية.

وحالتك حقيقة تندرج تحت الأمراض الفصامية، وهي ليست كلها سيئة، هذا النوع من أفضلها من حيث الاستجابة للعلاج، ولا أعتقد أن لديك أي أعراض تُمثِّل ثنائية القطبية.

حالات الاكتئاب التي ظهرتْ عليك هي مُصاحبة للحالة الذهانية التي مررت بها، وهذه – أخي الكريم – بالطبع هي تجربة ليست سهلة، هي تجربة غريبة على الإنسان، لذا أدخلتك في هذا العُسر المزاجي، لكن أراك بخير، وأراك الحمد لله قد توائمت وتكيفت بصورة جيدة مع حالتك، وكذلك مع العلاج.

أنا أنصحك بتناول جرعة واقية، جرعة صغيرة من العلاجات المضادة للذهان، الأولانزبين بجرعة خمسة مليجرام أعتقد أنه كافٍ جدًّا، يُعاب عليه فقط أنه ربما يزيد من الوزن، فإن زاد من وزنك يمكن أن تنتقل إلى دواء آخر.

أنت ذكرت أنك بعد أن تناولت مضاد الاكتئاب تحسَّن مزاجك: هذا أمر جيد، لكنّي لا أريدك أن تميل كثيرًا لتناول مضادات الاكتئاب، فأنت لا تعاني من اكتئاب حقيقي، إنما هو عُسْر مزاجي مُصاحب للأعراض الذهانية التي حدثت لك.

فالأصل في الأمر هو أن تتناول أحد مضادات الذهان، وبالمناسبة: الأولانزبين لديه خاصّية أنه أيضًا مضاد للاكتئاب وإن كان بدرجة أقلَّ، الأدوية الأخرى مثل الـ (إبليفاي)، والذي يعرف علميًا باسم (إرببرازول) دواء رائع، أيضًا له خاصّية أنه مضاد للاكتئاب، بجانب أنه أصلاً مضاد للذهان، وفي ذات الوقت محسِّنٌ للمزاج، عقار مثل الـ (سوليان) يُعالج تمامًا مثل حالتك هذه بفعالية كبيرة، وفي نفس الوقت لا يجعلك تتعرض إلى أي نوبات اكتئابية.

إذًا الأمر – إن شاء الله – بسيط، والطريق أمامك بفضل الله تعالى ميسَّر، والخيارات العلاجية ممتازة.

بجانب تناول الجرعة الوقائية الدوائية، لا بد أن تجعل حياتك إيجابية: تنظيم وقتك، ممارسة الرياضة، النوم الليلي المبكر... كل هذا يُحسِّنُ التركيز، ولا شك أن الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن الكريم يجب أن تكون على رأس الأمر فيما يتعلق بحياتك، لأنها مُدعِّمات عظيمة لطمأنينة النفس وإزالة شوائبها وكذلك لتحسين التركيز.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان عهود

    الحمدالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً