الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك نظام غذائي لتحسين معدل السكر بدلاً من الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، والدي قام بعمل تحاليل في البول والدم، وكانت النتيجة أنه يعاني من السكر، فكانت نتيجة تحليل الدم وهو صائم 167، وفي غير الصيام وصلت 235، فهل هذه النسبة يمكن أن تتحسن باتباع نظام غذائي معين بدلاً من تناول العقاقير؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

داء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من غيرهم، والأفضل لهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة شهور تقريباً، للتأكد من عدم الإصابة، والخلل الرئيسي في داء السكري هو: إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.

أنواع داء السكري: نمط 1: ويسمى أيضاً السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن قبل الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالأحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

داء السكري نمط 2: هذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض داء السكري:

زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع، -وكما ذكرنا- في حالة داء السكري النمط الأول، حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام، وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية وتحتاج للعلاج في المستشفى.

تشخيص داء السكري: ويكون بتحليل سكر الدم، إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ/ 100 ملليتر، فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180- 200 ملغ / ملليتر، فهذا أيضا يثبت التشخيص.

أهم النصائح لداء السكري: هي محاولة ضبط الحمية، والتي تعتمد على عدة مبادىء أهمها: أن يكون تغيير الحمية تدريجياً، ولكن بصورة دائمة أي أن اتباع الحمية بمثابة تغيير نمط الحياة، إذ يعتاد المصاب بداء السكري، وبصورة تدريجية على نمط معين من الوجبات والأطعمة، ويكون ذلك طيلة حياته، وذلك بتخفيف حجم وجبة الطعام، وأن يعتمد على ثلاث وجبات رئيسية، وبينها وجبتين أو ثلاثة خفيفة.

ومن أساسيات الحمية في داء السكري:

1- الاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف، كالنخالة والشعير والأرز البني والعدس وخبز البر، وكذلك الإكثار من الخضراوات النيئة والمطبوخة، والفواكه الطازجة ولكن بنسبة محددة للفواكه.

2- تناول الاطعمة قليلة الدسم، واستبدال اللحوم الحمراء (لحم البقر أو الخراف)، باللحوم البيضاء (السمك والدجاج)، مع إزالة جلد الدجاج عند الطبخ، وإن كان لابد من اللحوم الحمراء، فالأفضل أن تكون الكمية قليلة، وخالية من الدهون، والاعتماد في الطبخ على الطعام المسلوق، ثم المشوي أكثر من المقلي.

3- اختيار الحليب ومشتقاته من النوع قليل الدسم، والتخفيف من استعمال السكر والحلويات، وذلك بالتدريج، والتخفيف من الطعام المالح، لما له من أضرار جانبية.

أهم النصائح هي الاستمرار على ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة رياضة المشي، إذ يساعد على تخفيف الوزن، والمحافظة على الجسم بصحة جيدة وسليمة -بإذن الله-.

ويمكن للوالد حفظه الله الاعتماد في البداية على الحمية، فإن كانت النتائج جيدة يستمر عليها مع المتابعة الطبية المستمرة، وإن لم يحدث التحسن، فينصح بالاستمرار بالحمية مع إضافة الأدوية المصروفة من قبل الطبيب.

نرجو للوالد الكريم تمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا المير

    جازاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً