الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيب زوجي بصعوبة في المشي بعد إصابته بالتهاب رئوي عارض!

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته

أرجو من الله ثم منكم مساعدتنا لإيجاد علاج لزوجي.

زوجي بعمر 44 عاماً، وقبل ستة أشهر من الآن أصيب بالتهاب حاد ومياه وصديد في الرئة اليسرى، وعلى إثر ذلك رقد في غرفة العزل لمدة 4 أو 5 أيام تقريباً، ليتأكدوا من عدم وجود مرض معدي كالسل أو كورونا، والحمد لله لم يكن لديه أي من هذه الأمراض -عافانا الله وإياكم- ثم انتقل من غرفة العزل إلى العناية المركزة لمدة أسبوعين تقريباً، وأسبوعين أخرى في الغرفة العادية، وكان أغلب الوقت يتنفس بالأكسجين، حيث كانت نسبة الاكسجين في الدم قليلة، إلى أن تحسنت حالته -ولله الحمد- وخرج من المستشفى.

المشكلة التي واجهتنا بعد خروجه هو ألم في الساقين، وصعوبة المشي عليها، بدرجة أنه عند المراجعات يجلس على الكرسي المتحرك للوصول للعيادة، وكان رأي الأطباء في هذه الحالة أن ذلك بسبب الأكسجين والرقاد ولا يحتاج سوى العلاج الطبيعي.

بدأ العلاج الطبيعي بعد خروجه من المستشفى بعد شهرين تقريبًا، وكان التمرين عبارة عن تقوية العضلات، وتحسن -ولله الحمد-، لكن بعدها وفجأة أحس بألم شديد في القدم اليمنى، وشيئًا فشيئاً أصبح لا يشعر بها.

ذهب بعدها لدكتور أعصاب، وبعد الفحوصات والتخطيط وأشعة الرنين المغناطيسي في الظهر قال: أن لديه التهابا في الأعصاب، حيث إن الفقرة الثالثة والرابعة والخامسة ضاغطة على الأعصاب الطرفية، وكتب له عدة أدوية ومسكنات إضافة للعلاج الطبيعي. له تقريباً أكثر من شهرين هو على هذا العلاج ولم يتحسن، وإذا ترك المسكنات يعاوده الألم ويشل حركته، حتى المشي يصبح بصعوبة.

التنميل في القدم ما زال موجوداً، آلام في الساقين موجودة، وآخر المستجدات أصبح يحس بألم في الذراعين ومفاصلها مع اليدين. وبناءً على ذلك كله فإنه لا يستطيع مزاولة حتى عمله.

لا نعلم مالحل؟ وما علاجه؟ وهل التشخيص سليم؟

أرجو أن يكون لديكم علاج لحالة زوجي -شفاه الله، لعل الله يكتب علاجه في يديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن ما حصل معه من ضعف أثناء تواجده في وحدة العناية المركزة من ضعف في الأطراف السفلية هو ما يسمى بالتهاب الأعصاب أو التهاب العضلات المترافق مع المكوث في وحدة العناية المركزة critical illness myopathy or neuropathy.

يحصل الضعف بينما المريض في وحدة العناية المركزة، ومن ثم يتحسن تدريجياً، وهذا ما حصل مع زوجك، إلا أن ما حصل معه بعد ذلك من ضعف وتنميل في القدم فإن سببه هو انزلاق غضروفي في الظهر، وعلى الأكثر هو الغضروف بين الرابعة والخامسة القطنية، وقد أظهر الرنين المغناطيسي أن هناك انزلاقاً غضروفياً في عدة مستويات، إلا أن السبب في الأعراض هو الانزلاق الذي بين الرابعة والخامسة، لأن هذا يضغط على الجذر العصبي القطني الخامس مسبباً هذا التنميل والضعف في القدم.

إن علاج انضغاط جذر العصب يكون بالعلاج المحافظ بالأدوية المسكنة والعلاج الطبيعي، وفي 90% تتحسن الآلام خلال فترة شهرين، أما إذا استمرت الأعراض فإنه قد يرى الطبيب الحاجة لإجراء تدخل جراحي بين الفقرات الضاغطة على العصب لإزالة الضغط على جذر العصب، وعليه الاستمرار بالعلاج الطبيعي والمسكنات، والمهم جدا المتابعة مع الطبيب المعالج؛ لأنه في حال استمرار الأعراض وخاصة علامات انضغاط جذر العصب؛ فإنه قد يرى الطبيب المعالج الحاجة للتدخل الجراحي.

لم تذكري إن كان زوجك يستخدم أي عصا أو عكازات أو walker؛ لأن هذه يمكن أن تسبب آلاماً في الأطراف العلوية بسبب الاستناد عليها.

نرجو من الله لزوجك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً