الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من البلغم الأبيض المزعج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من البلغم المزمن منذ سنة، أصبت به بشكل مفاجئ في عمر 18 سنة، علما أنني لا أدخن نهائياً، حينما أصبت به كنت أظنه مؤقتا، لأنه كان يأتيني في أوقات مختلفة من اليوم، ولكن بعد شهر تفاقم الأمر بشكل كبير، وصار ملازما لي في كل دقيقة، راجعت الطبيب ثلاث مرات، وتناولت عدة علاجات دون فائدة، لا أشعر بأي مشكلة في أنفي إطلاقا، ولا يوجد أي أعراض لوجود التهاب الجيوب الأنفية.

عند آخر زيارة لطبيب الأنف وبعد العلاج لم أشعر بتحسن فنصحني بزيارة طبيب الصدر، وبالفعل ذهبت للطبيب ووضع السماعة على أذني وظهري، وكتب العلاج بسرعة، ولم أستفد من العلاج أبدا.

تناولت عدة علاجات منها: مضادات الحساسية والالتهابات، والمضادات الحيوية، ومذيبات البلغم، ولا أنكر بأنني أهملت الأمر كثيراً، هل بالفعل مشكلتي مستعصية إلى هذا الحد؟

أريد معالجة المشكلة لأنها تؤرقني، وأصبحت ملازمة لي طوال اليوم حتى عند النوم، ولون البلغم أبيض، لا أعلم ماذا أفعل؟ وإلى أي طبيب أذهب؟ وما هو علاجي؟ وما هو التشخيص الدقيق لحالتي؟ هل ما أعانيه بسبب عجز الأطباء، أم بسبب الأدوية غير الفعالة؟

لا أعتقد بأن العلاجات المركونة على أرفف الصيدليات منذ عدة سنوات ستأتي بنتيجة فعالة في وقتنا، على الرغم من كل محاولاتي، سئمت من هذا الأمر، وأريد التخلص منه بأي طريقة، قد تظهر المشكلة بسيطة جدا للناس، لكنها تؤثر على نفسيتي ودراستي بدرجة كبيرة، أتمنى أن أجد العلاج المناسب لديكم، وأن تأخذوا حالتي على أنها حالة خاصة وليست شائعة، فكما ذكرت أنا لا أعاني أي مشاكل في الأنف والتنفس، ولا أعاني من الكحة أو أي شيء من هذا القبيل، مشكلتي مع البلغم فقط.

علما أنني لا أدخن، ولا أتناول المشروبات الغازية، وأتناول اللبن بانتظام، وإذا كنتم بحاجة عن أي تفاصيل أخرى فأرجو إخباري.

ما هي حالتي؟ وهل لها علاقة بالصدر، أم في الجيوب الأنفية؟ أتمنى نصحي بكل العلاجات الممكنة الطبية والطبيعية.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aymam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع في مثل هذه الحالة، وبعد أن أصبحت مزمنة من غير المنطقي الاكتفاء بوصفة وحسب, لا بد من إجراء استقصاءات للبحث عن مصدر هذا البلغم، وهذه الاستقصاءات تتضمن التنظير الأنفي والبلعومي بالمنظار التلفزيوني، وإجراء صور مقطعية للأنف والجيوب الأنفية، بالإضافة لصورة بسيطة للصدر بالوضعيتين الخلفية الأمامية والجانبية, كما يجب إجراء فحص للقشع، مع زرع وتحسس في حال كان القشع ناتجا عن التهاب جرثومي لإيجاد المضاد الحيوي المناسب له، وأخيرا يجب إجراء دراسة المعدة، واحتمال رجوع الحمض المعدي للمريء، فالبلعوم الحنجري؛ مما يسبب تخريشا للحنجرة والبلعوم، وبالتالي القشع المستمر.

التشخيص يتراوح بين حساسية البلعوم والحنجرة والتهاب الجيوب الأنفية، -خاصة الخلفية الوتدي والغربالي الخلفي- حيث قد لا يكون هناك أعراض انسداد في الأنف، وبين القلس الحمضي المعدي كما ذكرت، والعلاج بحسب نتائج الاسقصاءات التي ذكرتها.

فالحساسية تعالج بالوقاية أولا من كل ما قد يسبب التحسس من عطور، وغبار، وأطعمة تحتوي على البهارات الحارة كالفلفل، والمنظفات، والمعقمات وغيرها، ومعرفة هذه العوامل المسببة للتحسس، فهي تعتمد على خبرتك الشخصية بالتواصل مع هذه المواد, كما تترافق مع مضادات التحسس التي ذكرتها، ومذيبات البلغم، ويمكن إضافة بخاخات الكورتيزون الحنجري الموضعية، مثل: فليكسوتايد وغيرها، تحت الإشراف الطبي.

والتهاب الجيوب يعالج ببخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية: فليكسوناز, نازونكس, أفاميس، تحت الإشراف الطبي، وقد يلزم مضادات حيوية تعطى بعد إجراء اختبار الزرع، والتحسس للقشع.

أما المشاكل الحمضية المعوية: فتعالج بمضادات الحموضة أوميبرازول، ومضادات الإقياء: ميتوكلوبراميد, دومبيريدون، التي تغلق فتحة المعدة المتصلة مع المريء، وتمنع رجوع الحمض له.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً