الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يأتيني شعور بالاختناق والخوف وتنميل في الرأس والصدر، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

أسعدكم الله جميعا مستشاري إسلام ويب.

في شهر رمضان المبارك الفائت عانيت من تعب وخمول وهبوط وترجيع مع كل أكلة، ثم بعد ذلك ساءت الأمور، وفجأة بدأت أستغرب من أهلي ومن كل شيء حولي، وأشعر بأن الدنيا غريبة وليست كالسابق، وأحس بأني مشتت، وأني إنسان آخر، وتنتابني أعراض غريبة، مثل:
1. تنميل في الرأس.
2. برودة الجبين.
3. إحساس بأن عيني اليمنى مقفولة.
4. ثقل في إصبع يدي الصغير.
5. إحساس بثقل أعلى الرأس والفكين وأسفل القدمين.
6. تنميل في وسط الصدر، وشعور بأن شيئا ما يضغط على صدري.
7. خيوط سوداء أمام عيني عند النظر لأشياء بيضاء في النهار.
8. نوبة هلع، ونبض سريع، وإحساس بالاختناق، وتعرق وارتباك.

كشفت لدى دكتور باطني وقلب، وقال بأن قلبي سليم ولا يوجد شيء، بعد ذلك نصحني صديق للكشف عند دكتور مخ وأعصاب، وقال لي: أعراضك لا يفهمها غير الدكتور النفسي، ووصف لي دكتور المخ والأعصاب بعد الكشف دواء سيروكسات، وزولام لمدة 10 أيام، والتزمت بالعلاج، ولكن حدثت ظروف منعتني من زيارة الطبيب مرة أخرى، وفي هذا الوقت تحسنت بدون علاج، فمع الدعاء والصلاة خفت بعض الأعراض، ولكن شعوري بأني شخص آخر، وأن الدنيا ليست كما هي يلازمني ويزداد أكثر في المساء، لكني أتحسن في الصباح.

وللعلم فإنني قبل هذا التعب كنت في حزن شديد مع والدي، ويلازمني التفكير حتى الصباح مع البكاء، فما سبب هذا التعب وهذه الأعراض الغريبة؟

جزاكم الله خيرا، ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القائمة الكبيرة التي ذكرتها من هذه الأعراض البدنية أو الجسمية تُوحي وتُشير إلى وجود مرض نفسي لديك، لأنها ليست في عضوٍ أو جهاز واحد، بل تشمل الجسم كله، وتتغيَّر، هذا بجانب الأعراض النفسية الواضحة، مثل الإحساس بالغربة، أو كل شيء حولك تغيَّر، نوبات الهلع الواضحة، الحزن الشديد، البكاء، التعب الغير مبرر أو ليس له سبب عضوي واضح، كل هذا – يا أخي الكريم – هي أعراض قلق وتوتر واضح، وقد ربطتَّ ذلك بحزنك على الوالد، أي أن هناك أيضًا سبب حياتي أو حدث في حياتك حدثت بعده هذه الأشياء.

الحمد لله أنك تحسَّنت من بعض الأشياء أو من معظم الأعراض، خاصة الأعراض البدنية، ولكن بقي التعب والشعور بأن الأشياء من حولك غريبة، وفعلاً هذان العرضان استجابتهما بطيئة للأدوية، وقد يأخذان وقتًا حتى يختفيا نهائيًا، فلا تقلق من ذلك.

استجابتك للأدوية كانت جيدة، وفي زمنٍ سريع، ولكن أعيب عليك عدم المتابعة مع الطبيب، المتابعة مع الطبيب النفسي مهمة جدًّا للعلاج النفسي، العلاج النفسي –يا أخي الكريم– لا بد له من وقت، ليس مثل العلاج الباطني أو الجراحي، تُعطى كورسا لمدة معينة وبعدها تنتهي كل الأشياء، العلاج النفسي يحتاج للمتابعة، حيث أن القياس الوحيد للطبيب النفسي هي المقابلة مع المريض ومعرفة الأعراض التي اختفت مع الدواء، وملاحظة أي آثار جانبية للدواء، ومن ثمّ إمَّا يزيد الجرعة أو يُغيّر من الدواء حسب الاستجابة.

إذًا لا بد لك من مراجعة الطبيب مرة أخرى والمتابعة معه، وإن كنتَ لا ترغب في الاستمرار في الأدوية فهناك علاجات نفسية أخرى، بالتشاور مع الطبيب قد يتمّ تحويلك إلى معالج نفسي، وهذا إن شاء الله سوف يُساعدك في مسألة التعب والإحساس بالأشياء الغريبة. قد تحتاج إلى عدة جلسات نفسية حتى تختفي نهائيًا، وتعيش حياة مستقرة ومتوازنة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا توفيق

    عليك وعلى الرقيه الشرعية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً