الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعب وإرهاق يعيق مزاولتي لأموري الحياتية

السؤال

السلام عليكم
أود أن أشكر المسؤولين على هذا الموقع، والساهرين على نجاحه، فنحن نقدر مجهوداتكم القيمة، فشكرا.

أود أن أطلعكم على مشكلتي والتي أعاني منها كثيرا، وهي شعوري بالإرهاق والإعياء الشديد الذي يمنعني حتى من القيام بالأنشطة اليومية، كما أنني أدرس بجامعة الاقتصاد بالرباط، (عاصمة المغرب)، وهذا الإرهاق الشديد يتركني طريحة الفراش نائمة بدل الذهاب إلى الجامعة والدراسة مثل أصدقائي، أشعر دائما كما لو أني قمت بعمل شاق جدا، وأنا لم أفعل شيئا على الإطلاق سوى النوم، وحتى في الصباح عندما أستيقظ بعد نوم عميق لساعات طويلة وكافية أشعر بالرغبة في النوم مرة أخرى، وأكره من يوقظني من نومي.

ولقد زرت عدة أطباء، وقمت بجميع التحاليل التي لها علاقة بالإعياء والإرهاق العضوي: السكر، الكبد، الغدة الدرقية، فقر الدم، وغيرها.

وللعودة قليلا إلى الوراء فقط، فقد مررت بظروف صعبة بسبب طلاق والدي الذي أثر في بشكل كبير من الناحية النفسية، وهذا ما جعلني أشعر بإرهاق، لدرجة أني لا أقدر على الاغتسال لأسابيع، وأشعر بأن كل حركة أقوم بها تتعبني وترهقني، بينما هي في الحقيقة أنشطة يستمتع الناس بالقيام بها.

أشعر بأني بدون فائدة، ولا يمكنني تقديم المساعدة لمن حولي، والذي لاحظته هو أن هذه المشكلة بدأت مع بداية المشاكل العائلية، فهل أنا مصابة بمرض نفسي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنتِ تعانين من هذا الإعياء والشعور بالإجهاد الشديد، وافتقاد الطاقات الجسدية، وربما افتقاد الطاقات النفسية أيضًا، وكل فحوصاتك الطبية سليمة، وهنالك رابط بين ظهور أعراض الإعياء والصعوبات الأسرية التي مررتِ بها.

تُوجد متلازمة تُسمى بمتلازمة الإجهاد المزمن، وأعراضها تكون على نفس الشاكلة التي تتحدثين عنها، والاكتئاب النفسي قد يؤدي أيضًا إلى نفس هذه الأعراض التي تمرِّين بها.، لذلك فإن فرضية الاكتئاب هي فرضية صحيحة، والاكتئاب يمكن أن يُعالج، ويُعالج بصورة فاعلة جدًّا.

سيكون من المفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، والعلاج يتمثل في تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي يُعرف عنها أنها تزيد من درجة اليقظة الإيجابية عند الإنسان، واليقظة الجسدية وكذلك اليقظة النفسية وزيادة الفعاليات هو المطلوب بالنسبة لك، وعقار (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) هو الدواء الأفضل في مثل هذه الحالة، ومهما كانت مشاعرك ومهما كانت درجة الإجهاد وافتقاد الطاقات؛ لا بد أن تكون لديك برامج يومية لممارسة الرياضة، هذه البرامج يمكن أن تبدأ بدايات بسيطة جدًّا، مثل المشي لمدة خمس أو عشر دقائق في اليوم، بعد ذلك ترفعين المعدل تدريجيًا إلى أن تصلي إلى نقطة ما يمكن أن نُسميه (الجهد الرياضي الإيجابي).

وفي ذات الوقت يجب أن تنامي نومًا ليليًا سليمًا وصحيحًا، وتتجنبي النوم النهاري، أو حتى أن تكوني على الفراش، وتناولي مشروب القهوة مرتين أو ثلاثة في اليوم، وإن شاء الله سيُساعدك أيضًا.

ومن المهم جدًّا أن تُحسِّني الدافعية من خلال التدبُّر والتأمُّل والفكر الإيجابي، فالتأمُّل والتدبُّر إذا قمنا بهما بصورة إيجابية فإنها تزيد من استبصارنا وتدفعنا نحو الإنجاز.

ولا بد أن تكون هنالك برامج اجتماعية بالنسبة لك: التواصل مع صديقاتك، أن تذهبي إلى أحد المراكز التعليمية لتدارس القرآن ولو لمرة واحدة في الأسبوع مثلاً.

فتعدُّد الأنشطة مهما كانت بسيطة، ومهما كانت البدايات متواضعة، إلا أنها تؤدي إلى نتائج ممتازة جدًّا، فأرجو أن تأخذي بما ذكرته لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أما بالنسبة لتأثير المرض: فكل مرضٍ لا يُعالج؛ قطعًا له تبعات سلبية من الناحية النفسية والجسدية والاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً