الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدينا طفل قليل الاختلاط بالأطفال، ونحن في الغربة ونخاف عليه من التوحد.

السؤال

السلام عليكم

ابني عمره سنتين وخمسة شهور، ولا يتكلم إلا بكلمات قليلة، مثل: (ماما، بابا، علي، موكي، وكلمات أخرى غير واضحة)، وينطق بالكلمات التي نطقها أخوه الصغير ويقلده، ويلعب مع أخيه، وكثيرا يضربه وكثير يلاعب أخاه وكأنه يضحكه، ويفرح حين يعمل أخوه الصغير شيئاً يضحك، ويفضل أن يعيد نفس الذي عمله لأجل أن أخاه يضحك مرة أخرى، ويلعب مع الأطفال الآخرين، ويحب وجودهم ويفرح، وفي البداية يبقى بعيداً، وبعد ذلك يندمج معهم، ونفس الشيء مع الكبار، ما عدا من كان متعودا عليهم، ويراهم باستمرار.

بالنسبة للفهم، أحياناً يفهمني وينفذ الأوامر البسيطة مثل: أطفئ النور، افتح التكييف، هات منديلاً، ارم الورق في السلة.

كذلك حين يحتاج شيئاً يأخذني من يدي لأجل أن أعطيه، سواء كان شراباً أو أكلاً أو لعبة، ويلعب بالآيباد كثيراً، في الألعاب العربية، وأي فيديوهات أطفال على اليوتيوب، ويعرف استخدم الآيباد.

يحب لعبة السيارات جداً، ويلف العجلات، وهي لعبته الأولى، وفي أوقات يحب لعبة المسدس أو المكعبات والألوان، ويمثل أنه يكلم أحداً في التليفون.

التواصل البصري والسمعي جيد لديه لكننا نخاف من طيف التوحد، ومن أن تأخره في الكلام بسبب طيف التوحد!

نحن مغتربون وحدنا ولا نرى أطفالاً إلا في فترات متباعدة، وحين نراهم أيضاً الفترة تكون قليلة، وولدت طفلي الثاني وهو الآن ابن سنة وثلاثة شهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ziad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال على هذا الموقع، وحفظ الله طفلك من أي سوء.

لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة قليلاً بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضاً إلى تأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ومن الصعب تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.

لا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب بالأطفال الآخرين، وخاصة الذي يألفهم، نعم قد لا يحب الاختلاط ببعضهم أحياناً إلا أنه من الواضح أنه يحب اللعب مع أخيه، فهذه صفات تكاد تنفي وجود التوحد.

معظم الأطفال أحياناً لا يستجيبون لأمهاتهم وكأنهم لم يفهموا، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجاً في لعب أو هواية ما، فلا تقلقي.

ليس غريباً على الأطفال المغتربين الذين يعيشون في مجتمع غير مجتمع والديهم، وبسبب قلة الأقرباء والأصحاب، لا غرابة أن يضعف عندهم تطور اللغة، وهذا موضوع آخر يتعلق بالهجرة والهوية، وليس بالتوحد، ولكن يمكنكم التخفيف منه من خلال فتح مجال للأطفال للاختلاط بالآخرين، أو لاحقاً من خلال الروضة والمدرسة.

إذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على طبيب أطفال في مدينتكم، ليقوم بالفحص العام والشامل وخاصة مراحل النمو المختلفة وقصة التطور، ولينفي وجود أي شيء مقلق، والغالب أنه لن يجد شيئاً، ولكن للاطمئنان.

حفظ الله أطفالك، وأقرّ عينك بهم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً