الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي شكاك جدا لدرجة أنه يريد الانفصال عن زوجته، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله في جهودكم، ونفع بكم.

قبل أربع سنوات بدأ أخي يشك في من حوله من أصحابه في العمل، وبعد مرور سنة بدأ يغيب عن العمل، ثم ترك الوظيفة، ثم بدأ يشك في إخوانه وزوجته.

ذهب إلى الطبيب، وتبين أنه مصاب بالفصام الباروني الظناني، استمر على العلاج لمدة 6 أشهر، واستفاد منه جدا، لكنه توقف عنه، ورجع للشك في زوجته، ويريد طلاقها، وله منها أبناء.

هل رغبته في الطلاق بسبب تركه للعلاج؟ هل بالعلاج سيعود طبيعيا؟ علاقته بزوجته طيبة، ويرغب في بقاء الأطفال معه، فهل يشكل خطرا عليهم؟

أرجو إفادتي، شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Um Lm Sm حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وأشكرك على اهتمامك بأمر أخيك وأسرتك، والذي أسأل الله له العافية والشفاء.

حقيقة أنا أتألم كثيرًا حين أرى أن الإنسان يعاني من علّة يمكن علاجها، وفي ذات الوقت – ونسبةً لافتقاده البصيرة – لا يقدم على العلاج، وفي هذه الحالة قطعًا المسؤولية تقع علينا نحن كأطباء وأنتِ كعضوٍ فعّال في أسرة هذا الأخ، لماذا نجعله يُطلِّق زوجته ونحن نعرف أنه يُعاني من علّةٍ يمكن علاجها؟ يجب أن نستنفذ جميع الوسائل لإقناعه بالعلاج، وهذا ممكن – أيتها الفاضلة الكريمة – هذا الأخ يُعاني من مرضٍ لا أقول أنه سهل، لكن علاجه سهل جدًّا، والأدوية مفيدة.

وحقيقةً كان من المفترض أن نستفيد من فترة الستة أشهر التي تلقّى فيها -هذا الأخ- العلاج، وتحسَّنت أحواله، نستفيد من خلالها أن نشرح له طبيعة حالته، وهذه مسؤولية الطبيب المعالج، حين تبني علاقة ممتازة مع مرضاك تقوم على الثقة والمحبة والشرح المتأني والتفسير هذا يُفيد كثيرًا، وهنالك مَن كان يرفض العلاج تمامًا أصبح متعلِّقًا بعلاجه حين شعر بفائدته، وحين تمَّ التواصل الصحيح والمفيد مع الطبيب.

أنا أرجو منكم أن تقنعوا هذا الأخ بأي وسيلة بأن يذهب إلى الطبيب، دعوا أحد الأخوة يتحدث معه، أنتِ أو غيرك، شخص يستمع إليه، ولا نُكثر معه الكلام أو التدخلات، بسرِّية، وبشيء من التقدير والاحترام، ونطلب منه أن يتعالج، وسوف يقبل العلاج.

هذا هو الذي أنصح به، وقطعًا إذا وقع الطلاق هذا سوف يكون أمر مؤسف، وأنا متأكد أنه سوف يُغيِّر رأيه بعد أن يتلقى العلاج، لكن لماذا نحن لا نمنع هذا الطلاق أصلاً؟!

وزوجته الفاضلة يجب ألا تناقشه في قضية الشكوك، لكن إن أحسَّتْ أنه يُشكِّلُ خطرًا عليها فأعتقد أنه من الأفضل أن يحدث نوعًا من العلاج الجغرافي، وأقصد بذلك أن تبتعد عنه، وليس من الضروري أن تبتعد عنه بالطلاق، يمكن أن يكون الابتعاد البسيط المرتَّب، وفي هذه الفترة قد يستدرك ويبدأ العلاج لتتحسَّن حالته ويرجع إلى أسرته.

هذا النوع من الحالات المرضية أنا دائمًا أعطي الإبر، تُوجد إبر ممتازة الآن، هنالك إبر تُعطى لمدة أسبوعين، وهنالك إبر يحتاجها الإنسان مرة واحدة كل أربعة أسابيع، وهي معروفة لدى الأطباء.

أما بالنسبة أن يُطلق زوجته ويترك الأبناء معه: لا أراه شخصًا يستطيع حقيقة أن يُدير شؤونه وشؤون غيره بصورة صحيحة، إنسان مريض، إنسان يحمل الظنانيات وأفكار تأويلية وارتياب لا أعتقد أنه سوف يُقدم لهم التربية الصحيحة أبدًا، وقطعًا قد تأتيه شكوك ظنانية ضدهم، أنهم مثلاً يتآمرون عليه عن طريق أمِّهم، هذا قد يحدث، وهذا قد يُسبب خطورة ولا شك في ذلك.

إذًا يجب أن يكون هدفنا علاج هذا الأخ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً