الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندمي يفقدني سعادتي ويترك عقلي مشتتاً ومتعباً!

السؤال

السلام عليكم.

أرجو عرض استشارتي على طبيب نفسي؛ لأني تعبانة جدا، مشكلتي أني أندم على كل شيء أقوله أو أفعله، وأحاول أن أرضي كل الناس عني، صرت أتجنب الناس بسبب الندم على ما أقول، أحاول أتجنب الكلام مع الناس، لكني لا أقدر أن أبقى طوال عمري ساكتة، لا بد أن أتكلم، لكني أتعب إذا تكلمت؛ لأني سأندم على الكلام الذي قلته، والندم يفقدني سعادتي ويترك عقلي مشتتا ومتعبا.

أرجوكم ساعدوني، أنا تعبت من هذه المشكلة لا أعرف، ما هذا الإحساس؟! كيف الخلاص منه؟ حياتي معكرة تماما، أتمنى أنكم فهمتموني.

أرجوكم أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

من الجميل جداً أن يكون لدينا ضوابط تساعدنا في تنظيم علاقتنا مع الناس، خاصة فيما نقول وفيما نفعل، الشعور بالندم في كل موقف أو لكل كلمة تقال أو تصرف يصدر من الإنسان هذا قطعاً ليس أمراً طيباً، أنا أرى أنه في حالتك يتعلق بنوع من معاتبة النفس أكثر مما يجب، وهذا غالباً سلوك مكتسب أو شعور مكتسب أو تصرف مكتسب، ربما تكونين مررت بظرف خاص أو وضع خاص، أو في مناسبة معينة ذكرت شيئا ومن ثم عنفك أحد الأشخاص بأن كلامك لا يقبل، ومن ثم ظهر لديك هذا السلوك.

هذا مجرد افتراضية أضعها؛ لأن السلوكيات المتعلمة دائماً تكون لها مرجعيات أو سوابق أو أسباب أدت إليها، وتوجد أيضاً احتمالية أن لديك نفسا لومه قوية شديدة صارمة، الإنسان له ثلاث نفوس: النفس الأمارة بالسوء، النفس اللوامة، والنفس المطمئنة.

النفس اللوامة هي نفس طيبة، وتضبط تصرفاتنا ومشاعرنا وتجعلنا لا ننجرف ونرتكب الأخطاء ونسيء للآخرين وشيء من هذا القبيل، لكن إذا كانت هذه النفس صارمة بدرجة عالية؛ هذا يؤدي إلى المشاعر التي تحدثت عنها، أنا أعتقد أنك محتاجة لأن تكوني في محيط طيب، ابني علاقات واسعة مع الصالحات من البنات، الإنسان حين يكون في محيط طيب وبين رفقة طيبة تأتيه طمأنينة كبيرة جداً، ومن ثم يكون التبادل الكلامي والفكري سهل جداً، فانقلي نفسك لمثل هذا المحيط بقدر المستطاع، وأيضاً الجئي إلى الحوارات البناءة مع أفراد أسرتك، وحددي وجهة نظرك دائماً، لا تسكتي عن وجهة نظرك، الإنسان يعبر عن ذاته في حدود الذوق والأدب، وهذا مهم جداً، وهو نوع من التفريغ النفسي.

أنا أدعوك إلى أن لا تكتمي أبداً؛ فالكتمان ليس أمراً جيداً، تحدثي مع معلماتك، هذه مواقف غالباً لا يكون فيها عتاب أبداً، فالمعلمة دائماً تشجع دائماً، وتحفز، وأعتقد هذه هي الطريقة التي تغيرين بها هذا المسلك.

لا أعتقد أنها حالة مرضية، الأمر كله يتعلق بحساسية في شخصيتك، وقد أوردنا لك الطرق التي يمكنك التخلص من خلالها من هذا الذي أنت فيه، واسعي لتطوير مهارتك في الحياة من خلال اكتساب العلم من اكتساب المعرفة؛ هذا أيضاً يعطيك ثقة أكثر في نفسك وتقبلين ذاتك بصورة أفضل ومن ثم تسعين لتطويرها، وهذا هو المطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً