الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العمر الأنسب لدخول الطفل إلى المدرسة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا سوري مقيم في السعودية منذ 6 سنوات ولله الحمد، ولدي ثلاثة أولاد ذكور: الأول في الصف الرابع الابتدائي، وعمره 8.5 سنة حاليا، والثاني في الصف الأول الابتدائي، وعمره 5.5 سنة حاليا، والثالث ما زال صغيرا 3.5 سنة.

ولقد أدخلت الولدين إلى المدرسة في سن صغيرة (خمس سنوات ونصف) بعد أن درسوا سنة قبلها في التمهيدي، ولكني أحس بأني كنت متسرعا بذلك، وكان الأفضل أن يتموا 6 سنوات، والآن أفكر أن أعيد لهم السنة مرة أخرى؛ لأنهم أصغر من أصدقائهم من جهة الحجم والسن، فهناك من يكبرهم بسنة وسنتين، وليسوا اجتماعيين من جهة أخرى بسبب عدم وجود الأقارب والأصدقاء، وأخشى أن تتأثر نفسياتهم ودراستهم بعد عدة سنوات، وخاصة أن المناهج سوف تكون أصعب.

ولذلك أفكر أن أجعلهم يعيدون السنة التي هم فيها بعد أن أغير لهم مدرستهم؛ حتى لا يتأثرون بأنهم تأخروا عن أصدقائهم، وخاصة الولد الأكبر الذي في الصف الرابع، خوفا على نفسيته أن تتأثر.

علما بأن مستواه الدراسي جيد، كما أنه ملتحق بحلقة لحفظ القرآن في المسجد طيلة السنة الدراسية، إلا أنه يستحي أن يشارك كثيرا مع المعلم، وهو قليل اللعب مع أصدقائه؛ لأنه يجد نفسه أصغر منهم، وهل بإعادتهم للسنة الدراسية سيكون حالهم أفضل في المستقبل؟ وما هو السن الأفضل لدخول المدرسة؟ خاصة أن لدي طفلا صغيرا أيضا، وهل أدخله في سن 6.5 عند بداية افتتاح المدرسة؟

أنا في حيرة شديدة من أمري، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول: فإن الطفل يحتاج إلى فترة من عمره ليقضيها في اللهو واللعب، مع متابعة أبويه له، وتنمية ذهنه، ومهاراته، والإجابة على كل تساؤلاته، وعدم قمعها؛ لأن الطفل يصل إلى سن معينة يكون عنده حب الاستطلاع والمعرفة والفضول، وترد عليه أسئلة يحتاج فيها إلى توضيح من أبويه، وكلما كثرت تساؤلاته كان ذلك دليلا على نباهته وذكائه، وعدم الإجابة عليها وكبته بالإسكات يؤدي إلى كبت مواهبه، ويربيه على عدم السؤال، ومن هنا تنشأ معلوماته مشوهة.

أسست الروضات والسنة التمهيدية من أجل أن يكون فيها شيئا من المرح واللعب والتبسط في تلقي بعض المعلومات الأولية، وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل لغرس بعض المعلومات والقيم في نفس الطفل، من أجل ذلك لا بد أن يكون اختيار المدرسة والمعلمين بعناية فائقة.

ما بين سن السادسة والسابعة هي السنين المناسبة لدخول الأطفال في المدرسة، وهذا في الأعم الأغلب، وتحديد هذه السن جاء من خلال دراسات تربوية، لكن بعض الأبناء قد يدخل قبل هذه السن، وبتشجيع الوالدين، وحسن توجيه المدرسين تسير أمورهم على ما يرام، وتكون درجاتهم عالية، وبعضهم تتدنى درجاتهم، ويشعرون بنوع من الإحباط، ويكرهون المدرسة، فالصنف الأخير هو الذي يحتاج إلى أن يكرر سنة حتى لا يصاب بالإحباط ويتعثر في دراسته.

أتمنى أن تتدارس الأمر مع إدارة المدرسة، ومعلمي أولادك، ومربيي فصليهما، للنظر في حالهما، وتقييمهما تقييما صحيحا، والخروج بحل مدروس من خلال الواقع، فإن كانا يحتاجان إلى إعادة سنة فليكن ذلك، ولكن في مدرسة أخرى حتى لا يؤثر ذلك في نفسيتهما.

إن كان القرار أنهما لا يحتاجان لإعادة سنة، فأنصحك أن تبحث عن مدرسة أخرى يكون سن أغلب الطلاب في المستوى الذي سيكون فيه أولادك مثل سنهم، أو يزيد ما بين نصف عام إلى عام، ولعلك تجد ولو فصلا من فصول تلك المدرسة فألحقهما فيها، فاختلاف المدرسة قد يساعدهما على الخروج من الحالة التي هم فيها.

بالنسبة لأخيهما الأصغر: فمن المناسب جدا أن يدخل المدرسة هو في سن السادسة والنصف.

ينبغي أن تهتم بأولادك من الناحية النفسية والعاطفية، وأن تتيح لهما الفرصة الكافية للمرح من خلال الإتيان لهما ببعض الألعاب إلى المنزل، وأخذهما في أوقات الفراغ إلى الحدائق والمتنزهات وإلى شاطئ البحر إن كنت قريبا منه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن ينشئ أبناءك التنشئة الصالحة، وأن يقر عينيك بهم، إنه سميع مجيب والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً