الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم المريء الذي أصابني بالوسوسة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت قصتي سنة 1996 عندما كان يأتيني وجع على رأس معدتي لثواني ويذهب مرة كل أسبوعين أو أكثر، فلم أعطها أي اهتمام لغاية سنة 2003 حيث بدأ الوجع يظهر ويستمر أكثر لمدة دقيقة ولا أرتاح إلا إذا شربت الماء، فعملت ناظور معدة وناظور أمعاء وكانت النتيجة جيدة، ورجعت خلال الخمس سنوات التي تلت هذه الحادثة عملت عدة نواظير جميعها سليمة، وكنت آخذ أدوية للحموضة وأومبروزول.

في سنة 2013 تأزم الوضع أكثر وصرت أستيقظ من النوم على وجع رأس معدتي، وكالعادة مع شرب الماء يخف، وعدت وعملت عدة نواظير، وكلها سليمة إلا آخر ناظور سنة 2015 ظهر أن عندي التهاب خفيف على جدار المريء، ومن سنة 2013 إلى الآن، وأنا أعاني من صعوبة بلع في آخر المريئ، حيث أحس أن الأكل يعلق بمريئي.

في سنة 2016 عملت مانومتري لقياس ضغط المريء وتم تشخيصي بالديسفاجيا، تشنج آخر المريء وعدم عمله بشكل صحيح، وبقيت أستشير العديد من الأطباء لغاية ما وجدت حكيم وشخصني بمرض الضمور العضلي الجانبي، علما أنه جراح جهاز هضمي وليس أعصاب، ولم يكن فيني شيء إطلاقا إلا قصة المريئ، ولكن من وقت ما شخصني الحكيم بدأت أهلوس وأحس بكل أعراض المرض من شهر 11/2016 إلى الآن 08/02/2017، حيث أن معظم العظام توجعني واليدين والأرجل وشد في بطة رجلي اليمنى ورجفات في العضلات تماما كما قرأت عن المرض، وأيضا بدأت أراقب لساني.

سافرت إلى ألمانيا عند اختصاصيين في المرض وتم -بحمد الله- نفي المرض، ورجعت إلى لبنان وراجعت دكتور أعصاب متخصص أيضا بهذا المرض وتم نفي المرض بحمد الله، فالصور المقطعية لدي ديسك في الفقرة الأخيرة، لكن لا يلزمها عملية، واحدة أخف في منتصف الظهر، لكن لازالت الأوجاع تلازمني وتهاجمني، والشد العضلي في رجلي لا زال موجود، والرجفات العضلية في كل أنحاء جسمي لا زالت موجودة، رأيت دكتور نفسي قبل يومين وقال لي أنت مصاب بالوسواس القهري المرضي والذي يحاكي المرض الذي قرأت عنه فتقمس بجسدك، وصف لي flouxetine PMS (20)، ودواء آخر lonazopam 1g (20m)، وقال لي أن أراجعه بعد شهر تقريبا.

بدأت منذ يومين في أخذ هذه الأدوية، لكن الأعراض تزايد، خصوصا عالأطراف والأصابع، وأشعر بتنميل ووخز بالأصابع، بدأت البارحة الاشتراك بنادي رياضي كمال أجسام والسباحة، لأني أفكر كثيرا بالموضوع وأردت أن أشغل نفسي، وأيضا بدأت بأذكار الصباح والمساء والصلاة على وقتها، وقد رقاني شيخ وقال لي علي حسد، لكن أيضا يوجد مرض!

أرجو من حضرتكم إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yousef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أولا إن هذه الأدوية تأخذ فترة عدة أسابيع لكي يبدأ مفعولها وليس قبل أسبوعين إلى ثلاثة، ولا بد وأن الطبيب النفسي قد أخبرك بذلك، لذا فإنه يجب أن لا تتوقف عن الأدوية التي كتبها لك، وتستمر عليها وتتابع معه.

بعض المرضى وبسبب القلق والتوتر سواء قلق بسبب أمور اجتماعية أو صحية فقد تظهر عندهم أعراض تسمى الأعراض النفسجسدية، وهي تعني وكما شرحها لك الطبيب أن هذه بسبب انعكاس الخوف من المرض على الجسم مسببا أعراض تشبه أعراض المرض الذي قرأ عنه المريض، وأنت مازلت تفكر بالمرض؛ لأنك ذكرت في آخر سطر أنك تفكركثيرا بالموضوع على الرغم من تأكيد الأطباء لك في ألمانيا ومن طبيب الأعصاب، ويجب أن تتذكر أن التشخيص الأولي كان من قبل طبيب غير مختص بالأعصاب، وتذكر أيضا أن الأعراض عندك ظهرت بعد أن قال لك طبيب الجهاز الهضمي أن عندك هذا المرض، فتسلسل الأمور بهذا الشكل يؤكد كلام طبيب الأمراض النفسية، إن الأمر سببه هو المخاوف والوسواس بالمرض.

ويجب أن تحاول أن تطمئن نفسك فقد تم ولله الحمد استبعاد المرض من قبل أخصائيين في هذا المرض في ألمانيا وفي لبنان، لذا فإنه يجب أن تحاول أن تزيل من ذهنك هذه التخوفات.

أكثر من قراءة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ومن ناحية أخرى فإنه يجب أن تستمر بتناول الأدوية؛ لأنها فقط من يومين ابتدأت بها، ومن ناحية أخرى تفيد بإذن الله ممارسة تمارين الاسترخاء وتجد تفاصيلها على مواقع عديدة في الإنترنت.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً