الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب شعوري بالضعف والهشاشة؟ وهل دهون الكبد خطيرة؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 27 عاما، منذ عامين بدأت مشكلتي عندما أحسست بشعور غريب في رأسي كالصداع والسخونة وأعراض أخرى، ومن ثم توجهت للطبيب الذي شخص حالتي بأنني مريض بضغط مرتفع، وطبعا ذلك بعد عدة فحوصات، وبالفعل أعطاني الطبيب وصفة دواء لنوع من الأدوية يسمى زيستوريل 5 ملج، وبعد ذلك استقرت حالتي لمدة أربعة أشهر، وبعد ذلك أحسست بالهبوط المتكرر، وذهبت للطبيب، وقال لي: إن ضغطي منخفض، وأنه يتوجب علي التوقف عن الدواء، ومنذ ذلك الحين وضغطي ليس مستقرا، تارة مرتفع وتارة منخفض، وأنا متوقف عن الدواء.

وفي أحد الليالي وأنا أوشك على النوم أحسست بخفقان شديد بصدري، وأن قلبي سوف ينفجر من شدة الضربات التي تعدت حينها ال 120 ضربة بالدقيقة، وفورا توجهت إلى المستشفى، وذهبت إلى الطوارئ، وقاموا بعمل اللازم، وقمت بعمل الإيكو، وقال لي الدكتور أن كل شيء على ما يرام، وأنني فقط لديّ ترهل بسيط في الشريان المترالي، وتضخم بسيط في البطين الأيسر، وذلك إما بسبب الرياضة أو بسبب الضغط المرتفع، وأنه لا يوجد منه أي خوف.

وقد طلب مني الطبيب عمل بعض الأشاعات والتحاليل، وقد أظهرت أشعة السونار لديّ بعض الدهون على الكبد، كما أن حجم الكبد عندي يصل إلى 19 سنتم.

وأيضا قمت بعمل رنين مغناطيسي على الرقبة، وقد أظهر لدي خشونة بسيطة بفقرات الرقبة.

وأيضا قد قمت بعمل تحليل السكر التراكمي أكثر من مرة، وتحليلا لصورة الدم، والنتيجة سليمة.

لكن بعدها تكررت دقات قلبي بمعدلات تصل 140 ضربة في الدقيقة، حينها قال لي الطبيب أنه يتوجب عليّ زيارة طبيب نفسي، وبالفعل ذهبت، وقد وصف حالتي بأنها رهاب شديد، وأنه يلزمني بدأ العلاج فورا، وقد أعطاني السيبرالكس 10 ملج، وقد استخدمت الدواء لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك توقفت عنه بدون الرجوع للطبيب؛ وذلك لأن الدواء جعلني جسدا بدون روح لا أشعر بأي شيء، ولا حتى بالجنس مع زوجتي، كما أنه سبب لي عدم الانتصاب والارتخاء وما إلى ذلك.

والآن تركت السيبرالكس منذ حوالي العام، ولكني الآن أشعر بأني كلما بذلت مجهودا كبيرا أو حاولت ممارسة الرياضة أشعر بالخفة وعدم الاتزان، وأشعر بأن جسدي هش وضعيف، مع أني قوي البنية، وفي بعض الأحيان أشعر بسقطة في قلبي، وأن شيئا يقرع جدار صدري، وأشعر بأصوات في رأسي ورقبتي من الخلف كزن النحل.

1- ما سبب الخفة التي أشعر بها طوال الوقت؟
2- هل دهون الكبد خطيرة؟
3- هل التضخم في البطين الأيسر خطير؟
4- لا زلت أشعر بأعراض الرهاب ولكنها قليلة، فهل يتوجب عليّ الرجوع للعلاج النفسي؟
5-هل من الممكن أن تكون خشونة الفقرات السبب في ما أشعر به من دوار وخفة؟

مع العلم أني أعاني من القولون العصبي الوراثي، فهو أصاب عائلتي كلها.

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


لا يمكن الحكم على ارتفاع الضغط من مجرد قراءة واحدة، بل يجب قياس الضغط في ظروف مشابهة لعدة قراءات، خصوصا وأن حالة الرهاب التي تعاني منها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وأن التوتر والقلق أثناء التواجد في عيادات الأطباء يؤدي إلى ارتفاع الضغط، ويسمى الارتفاع في تلك الحالة White coat hypertension، أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف أو أدرينالين الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.

وتشخيص ارتفاع ضغط الدم لا يصح بقراءة واحدة، بل يجب القيام بثلاث أو أربع قراءات كل ثلاثة أيام لقياس الضغط، ويكون في ظروف ملائمة قبل شرب المنبهات، وبعيدا عن أجواء التدخين، وبعد الجلوس لفترة في عيادة الطبيب أو المركز الصحي للسيطرة على نبضات القلب وحالة الخوف التي تصاحب قياس الضغط مباشرة.

ومما قد يناسبك جهاز الهولتر لقياس ضغط الدم، ويتم حمله لمدة أربعة وعشرين ساعة، ويقيس الضغط كل 10 إلى 20 دقيقة، وهو جهاز صغير الحجم وممغنط، ومتصل بجهاز كمبيوتر يقوم أتوماتيكياً بقياس الضغط حوالى 150 إلى 200 مرة في اليوم والليلة، ويسجل كل تلك القراءات، ومن خلالها يمكن معرفة إذا كنت مصاب بارتفاع ضغط الدم أم أن الموضوع حالة توتر وانفعال زائد.

وننصح عموما في علاج ضغط الدم المرتفع في اتباع نظام تغيير نمط الحياة من خلال: الإقلال من الملح، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام، وتسجيل القراءات للضغط للمتابعة.

والخفة وعدم الاتزان والضعف العام في البنية أعراض لحالة الرهاب التي تعاني منها، وربما بسبب فقر الدم ونقص فيتامين (د)، ونقص فيتامين B12) )، ولذلك من المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين (د) وفيتامين (B12 )، ومن المؤكد وجود نقص فيتامين (د)، ولذلك يمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة 8 إلى 16 أسبوع، مع ضرورة شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان.

ولعلاج الدوخة مهما كان السبب يمكنك تناول: حبوب بيتاسيرك betaserc 16 mg ثلاث مرات يوميا لمدة شهر، ثم يؤخذ مرتين أو عند الضرورة بعد ذلك، وسوف يمن الله عليك بالشفاء.

ولا خطورة من وجود دهون على الكبد؛ حيث أن معظم الناس عند إجراء سونار على الكبد نجد لديهم fatty liver، ولا قلق من ذلك، والمهم عدم ارتفاع الدهون الثلاثية وعدم ارتفاع الكوليسترول، وفي حال وجود ذلك يجب عمل حمية، وممارسة الرياضة للعمل على خفض نسبة الدهون في الدم.

وطالما أن الضغط تحت السيطرة، بل ينخفض في بعض الأحيان، فلا قلق أيضا من زيادة حجم البطين الأيسر، ولا خطورة في ذلك، مع متابعة الحالة من خلال عمل إيكو مرة أخرى.

والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، غير عقلاني، وغير مبرر مما يؤدي إلى احمرار في الجلد، والرعشة الشديدة، والتعرق الغزير، ويصاب المريض بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف، ودوار شديد، والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس، والشعور بالاختناق، وتسارع نبض القلب.

والعلاج المعرفي للرهاب مفيد من خلال معرفة طبيعة المرض، ومتابعة الحالة مع استشاري نفسي، مع التفكير الإيجابي الذي يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، ولا مانع من تجربة كبسولات Prozac 20 mg لمدة لا تقل عن 6 شهور؛ لأنه دواء يشعر المريض بالبهجة والإقبال على الحياة، مع الحاجة للمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال: الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

ولدينا الكثير من الاستشارات التي توضح طريقة التعامل مع القولون العصبي، يمكنك الرجوع إليها والاستفادة من النصائح الموجودة فيها.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً