الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي تعاني من الخوف، فكيف أتعامل معها بالطرق السلوكية السليمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب لدي طفلة بعمر 3 سنوات، ودائماً في المنزل، عندها إحساس بالخوف، وتشير على مكان الباب، وتقول لي: بابا يقف هناك.

حاولت تدارك الأمر، لكن الموضوع تكرر، الرجاء تفسير ذلك.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، ومعذرة على التأخر.

خوف الأطفال منتشر جدا، بل قد يكون هو الأصل، فمن النادر أن نجد طفلا لا يخاف من شيء ما، وقد يكون الخوف من شيء محدد مثل: الخوف من بعض الحيوانات كالقطط، أو الكلاب، أو غيرها، أو الخوف من الأماكن العامة، أو المزدحمة، أو الخوف من المرض، أو الخروج من البيت، أو الخوف والارتباك عند مقابلة الناس خارج البيت، أو ما هو خارج باب المنزل، كما هو الحال ربما مع طفلتك.

علاج هذا الخوف أو التغيير ممكن بعون الله، إلا أنه لا بد من الحكمة والتروي، وأن لا نجعل من مشكلة الخوف مشكلتين: الخوف ومن ثم ضعف ثقة الطفلة بنفسها، عن طريق تعييرها بأنها تخاف.

يقوم العلاج بشكل أساسيّ على مبادئ الطرق السلوكية، وهو العلاج الأكثر فعالية، وهو محاولة تغيير السلوك، وعدم الاستسلام للأفكار المخيفة، ولكن ليس من خلال عتاب الطفلة، أو تخجيلها وخاصة أمام الآخرين، وأفضل ما يمكنك القيام به هو أن تتيح لطفلتك ظروفا طبيعية للخروج من البيت ولقاء الناس، ومن دون أي تعليق على أنها تخاف أو غير هذا مما يمكن أن يزيد من خوفها وقلقها، ويؤخر من تعافيها من هذا الخوف، وهذا ما يحدث مع الأسف عند الكثير من الأطفال بسبب قلة حكمة الأبوين في التعامل الأنسب.

عندما تجدون الطفلة في حالة من الخوف والارتباك، أن تتعاملوا مع الموقف بكل هدوء، وكأن شيئا لم يحدث، ويمكنكم صرف انتباهها بشكل غير مباشر لأمر أو عمل آخر "تعالي يا صغيرتي لتساعديني في كذا".

إني أنصحكم بقراءة كتاب عن تربية الأطفال، أو حتى كتاب محدد عن مخاوف الأطفال، لتتعرفوا على طبيعة الخوف أو الرهاب، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب.

أدعوه تعالى أن ييسّر الخير لطفلتكم والأسرة، وأن يقرّ عيونكم بها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً