الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الاستقرار ونسيان الفتاة التي أحببتها قبل الزواج.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساعدوني، حياتي لم يعد لها معنى، ولا أدري ماذا أصابني.
أحببت فتاة عن بعد، كنت أحبها دون أن تعلم، ولم أصارحها بحبي، بنيت أحلامي كلها على هذه الفتاة، وجاء الوقت الذي كنت أنتظره دائما، حينما تحدثنا وأخبرتها بحبي، وحينها أدركت أنها لم تكن تبادلني الإعجاب ذاته، فقد تعجبت لأمري عندما قلت لها أنني أتودد لها.

مختصر القول أننا افترقنا بعد مدة قصيرة، فأنا لم أجد فيها مواصفات الفتاة التي كنت أريدها، وبعدها خطبت فتاة أخرى وجدت فيها الصفات التي أريدها وتزوجتها، مشكلتي أنني لا أدري ماذا أصابني، فالحب الأول يلاحقني في كل شيء، ويؤثر علي كثيرا حتى على العلاقة الحميمية، وضميري يؤنبني على ترك تلك الفتاة، وهذا الإحساس يراودني بشدة في الفترة الصباحية عندما أفيق، وفي الوقت نفسه لا يمكنني التفريط في زوجتي فهي تحبني كثيرا، أعيش في جحيم ولا أدري ماذا أفعل؟

أرجوكم ساعدوني، هل أنا مريض، أم أن الأمر طبيعي؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ el mohammadi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: يجب على المسلم أن يضبط علاقته بالنساء بالضوابط الشرعية، وأن لا يقع في مخالفات يحرمها الشرع، مثل: الاختلاء والتواصل بالكلام المحرم مع امرأة أجنبية، حتى وإن كان قصده خطبتها، لأن المشروع في الخطبة هو الرؤية الشرعية فقط، وليس الاسترسال بالعلاقة واللقاء والكلام الذي لا يقال إلا للزوجة.

لذا ننصحك بالآتي:
1- التوبة النصوح والاستغفار إن حصل منك مخالفات شرعية أثناء علاقتك بتلك المرأة قبل تركها.

2- ما يدور في خاطرك الآن حول تلك الفتاة هو أثر من آثار العلاقة السابقة، ويحب عليك التوقف فورا عنها، خاصة إذا كانت تلك الفتاة قد خطبت أو تزوجت أحدا غيرك، لأنه لا يحل لك التعلق بامرأة في عصمة غيرك.

3- إن كانت ما زالت غير مخطوبة أو غير متزوجة، ولك رغبة في الزواج منها، ولديك قدرة على التعدد والعدل بين الزواجات، فلا بأس بخطبتها والزواج منها تحقيقا لما يراودك من حب وعاطفة نحوها.

4- وإن كنت غير قادر على الزواج منها، فيلزمك قطع التفكير فيها تماما، وعدم التعلق بها، وكلما جاء في خاطرك ذكرها أو التفكير فيها تخلص من تلك الخواطر ولا تسترسل معها، حتى لا تقع في علاقة محرمة مع امرأة لا تحل لك.

5- لا بأس أن تتأكد من خلال الرقية الشرعية من عدم تعرضك لشيء من المؤثرات التي قد تكون عملت لك للتعلق بتلك الفتاة، سواء برقية نفسك، أو الذهاب إلى شيخ ثقة يرقي عليك، وهذا الإجراء من باب الاحتياط فقط.

6- ومع ما سبق ذكره عليك بالذكر والدعاء والصدقة والتضرع إلى الله سبحانه أن يذهب منك ما تعاني منه، فإن الأمر كله بيد الله.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يذهب منك ما تعاني منه، وأن يوفقك لما تحب وترضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً