الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي دوخة مستمرة لا تنقطع وتسبب لي الإزعاج، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني منذ 7 أشهر من الدوخة، وفجأه شعرت بغثيان وزيادة ضربات القلب، وزغللة في العين، وضعف في الأطراف، وأعراض تشبه أعراض ما قبل السخونة، مثل الشعور بالبرد والتعرق.

ذهبت لقسم الطوارىء في المستشفى، وكان قياس الضغط والسكر سليما، وليس لدي ضغط أو سكر، ولم أكن أشعر بالتهاب في الحلق، نصحني الطبيب بزيارة دكتور أنف وأذن وحنجرة، فذهبت، وطلب مني عمل أشعة رنين مغناطيسي للمخ والقناة السمعية، وقياس السمع كانت نتيجته سليمة، ولكنه وصف لي دواء cinnarizine75 mg حبة واحدة يومياً، وأيضاً بيتاجن 8 ملجم مرتين يومياً.

حسب كلام الطبيب أنني أعاني من مشكلة في التوازن، واستمريت على هذا العلاج 4 شهور، وشعرت بتحسن طفيف وبطيء، دون شفاء كامل من الدوخة وأعراضها التي ذكرتها، وحسب كلام الطبيب أن مشكلة التوازن تأخذ وقتا ليعود لطبيعته، بعدها قررت أن أذهب لطبيب آخر علني أجد علاجا نهائيا للدوخة وأعراضها، فذهبت لطبيب آخر مختص بالأنف والأذن والحنجرة، فذكر لي أنني أعاني من مشكلة في الأعصاب وليس في التوازن، وصرف لي علاج جانكوسان حبتين في اليوم، ونصحني بممارسة الرياضة، ومع الرياضة أشعر بتحسن خفيف وبطيء، ولكن الدوخة وأعراضها تعاودني.

زرت طبيب القلب، وعملت تخطيطا وإيكو للقلب، وفحص الجهد، وكلها كانت سليمة -والحمد لله-، فزرت طبيب الغدد، وعملت تحليل الغدة الدرقية، وجميع الغدد وكانت النتائج سليمة، ماعدا نقص حاد في فيتامين د، فصرف لي الطبيب علاج D3 50000 حبة أسبوعياً لمده شهرين، وحبه أخيرة لمدة شهر، حالياً أكملت شهراً من العلاج وأشعر ببعض التحسن، ولكن ما زالت الدوخة الخفيفة، والغثيان وضعف الأطراف تعاودني من فترة لأخرى.

زرت طبيب باطنية، ولم يجر لي أي تحاليل، وقال أنني سليم حسب الأعراض التي ذكرتها له، وبعد اطلاعه على التحاليل الموجودة في الملف، حولني على طبيب الأعصاب، وقام بعمل تخطيطاً للمخ، وأشعة رنين مغناطيسي، كانت نتائجه سليمة، وكان يعتقد بأن لدي تشنجات بسيطة، وصرف لي علاج 500 نصف حبة مرتين في اليوم، ومن الجرعة الأولى شعرت بدوخة قوية وغثيان، ونفسية سيئة، وقلة شهية، ولم أحتمل العلاج، كما أعاني من صعوبة البلع، وأحيانا أشعر وكأن شيئا يقف في حلقي، وأعاني من ضغوط نفسية، من قلق وتوتر دائم، من كل صغيرة وكبيرة، نظراً لطبيعه عملي في مواجهة الجمهور منذ حوالي عشر سنوات، ولكن جميع الاطباء الذين زرتهم يقولون لا علاقة بين القلق والتوتر والأعراض التي أعاني منها.

أعيش حياتي بشكل طبيعي، وأسافر، وأستمر في علاقتي مع الناس، ولكن الدوخة تزعجني للغاية، فما تشخيصكم لحالتي، وما العلاج المناسب؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلديك دوخة منذ سبعة أشهر، وهي تترافق مع الغثيان والتعرق، بالإضافة لحالة القلق المزمن الذي تعاني منه بسبب طبيعة عملك, أجريت مختلف الفحوص، وبما يتضمن الفحص بالرنين المغناطيسي للرأس، ولم يظهر سبب عضوي لهذه الدوخة.

تقديري أن ما تعاني منه هو الإرهاق مع عصاب التوتر، عليك بالتخفيف من عوامل التوتر المحيطة بك، ويمكن استخدام دواء سينارازين 75 مساء فقط، مع تناول نصف حبة إندرال 40 صباحا، حيث تساعد كثيرا على التخفيف من التوتر، وأعراضه المتمثلة بخفقان القلب والتعرق, وكل ما سبق بإشراف طبي، وعليك إجراء فحص عيني فكثير من حالات الدوخة يكون مصدرها من العينين.

أخيرا يجب عليك الالتزام بنمط الحياة الصحية، من ساعات نوم ليلية كافية، والرياضة والتغذية الصحيحة، فكل هذا مما يساعد في عودة النظام لجسمك بالعامة وللتوازن خاصة.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الاذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الدكتور: عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام، وجراحة أطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعاني كثير من الناس من نقص فيتامين د الحاد، ولا يكفي تناول كبسولات 50000 لمدة شهرين من ضبط نسبته الناقصه، بل يكاد يكفي لإعطاء الاحتياج اليومي لتلك الفترة دون زيادة المخزون، ولذلك يمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) في العضل، جرعة 600000 وحدة دولية، والعودة لتناول الكبسولات جرعة 50000 لمدة شهرين مرة أخرى، ثم فحص الفيتامين، وأخذ الكبسولات بعد ذلك بناء على الفحص الجديد، والمستوى المطلوب لفيتامين د يجب أن يظل ما بين 30 إلى 50.

وحالة التوتر والقلق التي تعاني منها، بالإضافة لضعف الشهية، والحالة المزاجية السيئة هي حالة نفسية يعاني منها كثير من الناس، بسبب اضطراب هرمونات في المخ مثل: سيروتينين ودوبامين، وهناك الكثير من الأدوية التي تساعد في ضبط تلك الهرمونات، وبالتالي تساعد في ضبط الحالة المزاجية والنفسية، وتعالج التوتر والقلق، ويمكنك زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي، ووصف أحد تلك الأدوية، على أن يتم تناول الدواء مدة لا تقل عن عام كامل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً