الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد المنام والعمرة وجدت بكفي اليمنى لون الحناء وكدمات زرقاء في رجلي.. ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة كنت أرى أحلاما مفزعة، ولا يتم لي أي موضوع زواج، وبدون أسباب واضحة تمنع الزواج، ذهب لأحد المشايخ، أوصاني بالرقية الشرعية، وبالفعل توقفت الأحلام المزعجة، ولكن تعطيلات الزواج موجودة، ذهبت لأداء العمرة، وبعد الانتهاء من مناسك العمرة نمت، وحينما استيقظت وجدت على كف يدي اليمنى لون الحناء، والدتي قالت استبشري خيرا، فهذا خير من عند الله، وشربت من ماء زمزم، بعدها أصبت بنزلة معوية وإعياء بالمعدة وإسهال -أعزكم الله- شربت من ماء زمزم مرة أخرى، كان مقروءا به آيات من القرآن، تقيأت قيئا شفافا به رغاوي، وبعدها شفيت من النزلة، وأكملت الزيارة المباركة، ووجدت في رجلي علامات أو كدمات زرقاء.

استفساري لكم: ما معنى الحناء التي ظهرت على كفي؟ وجدت أكثر من مقالة على الإنترنت تتحدث بأنها دليل على وجود مس عاشق، فهل هذا صحيح؟ ولو أنه صحيح ماذا أفعل؟ وما معنى هذه الكدمات الزرقاء؟ أنا مواظبة على الصلاة وتلاوة القرآن، أرجو المساعدة.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا يمكن تفسير ما ظهر من لون في كفك، ولا تلك الكدمات التي ظهرت في رجلك دون أن يرجع أولا إلى الطب الذي يمكن أن يفسر تلك الظواهر تفسيرا منطقيا مبنيا على معطيات وفحوصات، فإن ظهر أن كل شيء سليم في جسمك، فهنا يمكن القول بأن ثمة أسباب أخرى غير عضوية.

لا بأس من الرقية لدى راق أمين وثقة، بحضور أحد محارمك، فالرقية نافعة على كل حال، فإن تبين أنك مصابة بشيء فاستمري بالرقية حتى تشفي -بإذن الله تعالى-.

كوني على يقين أن الزواج رزق مقسوم من الله، يأتي في الوقت الذي قدره سبحانه، والزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فالله هو مهيئ الأسباب.

تقدم وقت الزواج وتأخره ليس للإنسان قدرة في التصرف به، لأنه يسير وفق قضاء الله وقدره، كما قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الفطنة).

لا بأس من العمل بالأسباب، كأن يسعى إخوتك وأخواتك لدى معارفهم، وأن يبحثوا عن شخص كفؤ، وأن يعينوه في المهر، فكم من سلفنا الصالح من بحث لأخته أو ابنته عن زوج صالح ولم يكن ذلك عيبا.

عليك بالدعاء، فتضرعي بين يدي الله تعالى وألحي عليه أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يعجل بالفرج من عنده.

أكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أوصيك بمزيد من توثيق صلتك بربك، والاجتهاد في تقوية إيمانك، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يعجل لك بالفرج، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً