الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت ثقتي في نفسي وشعوري بحب الله لي، فكيف أستعيد ما فقدته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لكم مني جزيل الشكر والعرفان على توجيهاتكم وتيسيركم للمسلم في الإطلاع على أمور دينه، وفوائد هذا الموقع، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أنا شابة في 18 من عمري، أدرس نهائي متفوقة -والحمد لله-، من أسرة بسيطة ومشجعة، بارة بوالدي، ومواظبة على الصلاة وقراءة القرآن والصوم والذكر -والحمد لله-، أستشعر الله في كل أموري وأتوكل عليه في كل خطوة، ولم يحدث أن خاب خاطري في أمر، فأنا مؤمنة بقضائه وقدره، وأنه يحبني ولا يختار لي إلا الخير.

مشكلتي أنني أصبحت لا أشعر بالثقة في النفس، ولا في قدراتي ولا في أفكاري، وأستخف بنفسي بشدة بدون شعور، أنعزل وأبتعد عن كل شيء، وهذا معاكس تماما لما تربيت عليه من تحفيز ودوافع، وما كنت عليه من قوة ومواجهة وعدم خوف من شيء، لكني فقدت كل هذا، وبقيت صلتي بربي واجتهادي في التقرب إليه صبري الوحيد وسعادتي في توفيقه لي.

لكن تطور الأمر من عدم الثقة بالنفس إلى فقدان استشعار الله، لم أعد أشعر أن الله يحبني، وكثيرا ما أشعر أنني سيئة في معاملتي مع الله، وأحاول البحث عن الأخطاء في كل الفرائض وأموري الدينية، فوصلت إلى الشك في نيتي في العمل.

أرجو منكم النصح في التخلص من هذه الوساوس، وتوجيهي في استعادة ثقتي بنفسي وبربي، فهو سر قوتي ورضاه مبتغاي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاستقامة على الدين، والتعلق بالله سبحانه وتعالى نعمة عظيمة، قل من يوفق لها هذه الأيام بسبب كثرة المغريات والمنكرات، فاحمدي الله على ذلك واسأليه الثبات.

مشكلة الشعور بعدم الثقة بالنفس والوساوس والخواطر السيئة إحدى أساليب الشيطان في أذية الشخص وإغوائه وإشغاله عن هدفه العظيم، وكيد الشيطان مهما كبر إلا أنه ضعيف أمام إيمان وإصرار المؤمن، وثقته بالله، واعتماده عليه، قال سبحانه:﴿ إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفًا﴾.[النساء: 76]، وارتباط الإنسان بالله والتجائه إليه، يمنحه القوة والثقة بالنفس، ويتخلص من كيد الشيطان وأغوائه، قال سبحانه: ﴿إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ﴾.[الحجر: 42].

لذا ننصحك بالآتي:
- تقوية علاقتك بالله وكمال الثقة فيه والتوكل عليه وعدم الالتفات إلى خواطر النفس ووسواسها، بل من أعظم علاج الخواطر والوساوس هو قطع التفكير فيها تماما وعدم الاسترسال فيها.

- عليك بإعادة الثقة بنفسك من خلال: التفكير الإيجابي بنفسك وقدراتك، وتشجيع أي موقف إيجابي لها، وترك التفكير السلبي، وتتبع أخطاء النفس والإغراق في تناولها حتى لا تصابي بالإحباط واليأس.

- التعرف على رفقة صالحة من الأخوات، والتعاون معهن على بعض الأعمال والبرامج المفيدة، والتخلص من الإنطواء والفراغ، فإن الوساوس تتوارد على الشخص عند فراغه واختلائه بنفسه.

- حضور بعض الدورات في تنمية قدرات الذات، أو القراءة في الكتب التي تعالج مثل هذه الموضوعات.

- عليك بالاستماع إلى القرآن الكريم بنية الشفاء، والإكثار من سماع آيات الرقية الشرعية، والتحصن بأذكار الصباح والمساء، والتسبيح والاستغفار؛ فلها آثار عظيمة في سكينة النفس واستقرارها.

- ولا تنسي الدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الاستجابة، مع حسن الظن بالله سبحانه، وإن شاء الله تعود لك عافيتك ويتحسن حالك.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك من كل داء يؤذيك، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً