الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح بر الوالدين من المستعصيات في بلادنا الإسلامية!

السؤال

السلام عليكم.

إذا بلغنا من الكبر عتيا لا نريد أكثر من الاحترام والتقدير والتعايش مع أحفادنا والأولاد في دفء الأسرة المتماسكة، وفي واقعنا اليومي المعاش، وفي ظل صعوبة الحياة من ضغوطات، وظروف غير ملائمة، ومن تراكمات ومشاغل هذا العصر.

ومع غياب مراكز مختصة كباقي الدول الأوروبية تعتني وتهتم بفئة العجزة أو الشيوخ لفترة محددة في اليوم لكي تسمح لربات البيوت بالاعتناء والاهتمام بأولادهن وأزواجهن وتنظيف وتنظيم بيوتهن، وفي أغلب الدول العربية الإسلامية كيف تختلط الأمور في من يتكفل بالوالد أو الوالدة أو كلاهما، وأصبح بر الوالدين من المستعصيات؛ مما نتج عنه اختلال واختلاف في الترابط الأسرى بين أفراد العائلة الواحدة.

وفى بعض- إن لم نقل جلهم – تطاحن وتصادم وتقاطع من صلة الرحم، وكلنا نعرف ونقرأ {ولا تقل لهم أف} إلى أين نحن سائرون، ومن يوقف هذا السلوك المشين والظاهرة الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي والحد والصد من انتشارها أكثر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعتنى الإسلام عناية بالغة بحق الوالدين، وأوجب على أولادهما برهما والإحسان إليهما أحياء وأمواتا، ولا يوجد دين أو نظام وضعي حفظ حقهما مثل الإسلام. وتصرفات بعض المسلمين السيئة لا يقاس عليها موقف الإسلام.

وما يوجد في أوربا أو في غيرها من دول الغرب من عناية بالعجزة من قبل الدولة أو الجهات المحلية لا يساوي عشر معشار ما شرعه الإسلام للولدين من حق.

لكن لما تخلف بعض الأولاد عن حقوق والديهم، وأهملت بعض دول المسلمين العناية بهم، ظن البعض أن الإسلام قصر في حق هذه الفئة من الناس.

ولعلاج هذه المشكلة ننصح بالآتي:

1. نشر تعاليم الإسلام عامة وعنايته بالوالدين خاصة، وتذكير الناس بها، وربط ذلك بسعادتهم بالدنيا والآخرة.

2. تفعيل مبدأ الثواب والعقاب من قبل الدول الإسلامية في هذه القضية وإشعار المجتمع بفضل البار بوالديه وتشجيع الناس على ذلك واحتقار العاق لوالديه والتنفير من سلوكه؛ ليصبح هذا الفعل مشينا في ذهن الناشئة خاصة والمجتمع عامة.

3. إعداد البرامج الاعلامية والتعليمية الموجهة للناشئة خاصة والمجتمع عامة لإبراز حق الوالدين وفضلهما، وأهمية برهما والتحذير من عقوقهما؛ حتى تترسخ هذه القيم في عقول ونفوس الجميع.

4. تفعيل دور الأسرة والمدرسة والمسجد في المساهمة في بيان هذه القضية وتربية الناشئة على العناية بوالديهم وربط الجزاء الأخروي في أذهانهم حولها؛ ليتربى الجميع على ذلك.

5. إبراز النماذج الإيجابية في هذه القضية في المجتمع وتشجيعها وجعلها القدوة والأسوة العملية للناس ... فما زال في الأمة خير كثير، ولكنه غير ظاهر للبعض؛ ذلك لأن للباطل وسائل لنشره وإظهاره حتى غطى على كثير من الخير الموجود.

6. إنشاء جمعيات ومنظمات وبرامج اجتماعية محلية تهتم بالعناية بهذه القضية والتوعية بها ومعالجة ما تراه من خلل في المجتمع نحوها...، وستجد تجاوبا وتعاونا من الناس معها نظرا لسمو أهدافها، ونحوها من الوسائل التي تبرز حق الوالدين، وتشجع على صلة الرحم وربط المجتمع ببعضه.

ولا شك أن الخير في بلاد المسلمين أكثر منه في بلاد غيرهم، لكنه بحاجة إلى تشجيع وإبراز حتى يكون ظاهرا يقتدى به.

وفق الله الجميع لنا يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً