الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الكسل الشديد فلا اصلي ولا أستحم، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لكم جزيل الشكر على ما تقدمونه من إفادة للناس.

مشكلتي هي أنني أعاني من الكسل في حياتي، فكل يومي أقضيه أفكر في حل لهذا الكسل، فأنا كسلان عن الصلاة، وعن الاستحمام فأحيانا لا أستحم لمدة 20 يوما، علاوة على عدم الاغتسال من الجنابة لمدة طويلة، وأيضا إهمال في الدراسة، وإذا أرسلتني أمي إلى مكان ما أغضب لأنني سأنهض وأمشي.

هذا الكسل لا أعلم مصدره، وأتمنى أن أحصل على ما أريد عندكم، علما أني أعاني من التأتأة منذ الصغر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسعد بالتواصل معك، وكان الله في عونك، والجواب على ما ذكرت:

- مسألة الكسل قد يكون لها سببان من وجهة نظري:
الأول: قلة اللامبالاة في أهمية النشاط والعمل، ولعل ذلك مرده إلى التعود على الكسل منذ الصغر، أو أنك لا تشعر بخطورة ما أنت فيه من هذا الداء العضال، أو لأنك غير مرتب ومضطرب في حياتك، ولهذا لا تحب التخطيط، وليس لديك أهداف واضحة في الحياة ولهذا عليك أن تكثر من الاستعاذة بالله من العجز والكسل، فقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال" رواه البخاري برقم 6369، وعليك أن تحذر من عواقب الكسل وضعف الهمة، لأنها تؤدي بالإنسان إلى البطالة والعبث وضياع العمر سدى، والإنسان محاسب على عمره يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه» رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2531، وعليك أيضا أن تضع لك برنامجا وخطة في حياتك فيها كل الجوانب الإيمانية والعلمية والعملية والمالية والاجتماعية، ثم تسعى في تنفيذ هذه الخطة بشكل مرن، وبغير تواني أو كسل.

- أما السبب الثاني: فاحتمال أن يكون لديك مس أو سحر أو أصبت من عين حاسد، فالكسل من مظاهر هذه الأمراض، وعليك بالمحافظة على الصلاة، وكثرة الذكر والاستغفار، وقراءة الرقية الشرعية من الفاتحة وأية الكرسي والمعوذات.

- وأحب أن أنصح أن ما تركته من أيام لم تغتسل فيها من الجنابة، فالاغتسال للجنابة شرط لصحة الصلاة، ولعلك لم تصل في هذه الأيام، فيلزم عليك التوبة من ترك الاغتسال والتوبة من ترك الصلاة، وحاول أن تتذكر كم عدد هذه الأيام وتقضي الصلاة التي تركتها فيها، ومسألة الكسل في الطاعة للوالدة عليك أن تتوب إلى الله فلا يجوز عقوق الوالدة، وحاول أن تعتذر منها، وتطلب منها العفو، ولا تكرر هذه الأفعال مرة أخرى.

- وأما مسألة التأتأة التي تعاني منها يمكن تراجع طبيبا مختصا في ذلك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا منال

    حسبي الله ونعم الوكيل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً