الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي سمات الشخصية المثالية؟ وهل لها علاقة بالتربية منذ الصغر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عمري 30 عاما، بدأت بالتدخين عندما كان عمري 20 عاما، عندما أفكر في ترك التدخين أتذكر حالات الملل التي كنت فيها.

منذ صغري كنت أشعر بانني غريب، ولا أستطيع تكوين العلاقات، وكل ما أفعله بدافع إرضاء الغير، وعندما فهت هذا الأمر، صرت أقول: هل صلاتي كلها، وقراءة القران، والعمل الصالح شرك؟ حيث أنني لا أشعر بأي متعة في أي عمل، بل أشعر بالملل.

أبحث عن المثالية في عملي، ولكنني فوضوي في المنزل، وأعاني منذ سنتين في رمضان، فأفكر إما أن أصوم، أو أفطر، وكان هذا الشعور يأتيني بعد منتصف الشهر، أما الآن فلا أستطع الذهاب للعمل، وقلت أنني سوف أفطر وأعمل، ولكنني تراجعت عن العمل مع الصوم.

لا أعلم سبب ما يحدث معي، وقد ذهبت إلى ثلاثة أطباء، ولكنني لم أشعر بالارتياح لهم؛ لذلك لم أداوم على الدواء، وأشعر بالتعب والنعاس، وكان آخر دواء أخذته هو أنافرانيل.

توجد تلك المشاكل منذ الصغر؟

مع العلم أن طريقة تربيتي كانت سلبية، ولدي ثلاثة مواضيع، أرجو المساعدة فيها:

1_ أعاني من تشتت الانتباه، وأتابع برنامج العلاج السلوكي المعرفي، وأتمنى الاستفادة منه.

2_ أعاني من الاكتئاب، ولا أفكر بالانتحار، ولا أستطيع رؤية مشاعري أو وصفها، ولا أعيها.

3_ أعاني من الوسواس القهري، وعندما قرأت عنه وجدت أن أعرضه موجودة عندي: مثل: الصور الجنسية، وصور إيذاء أحد من أهلي، وأشعر أن كل من يحصل لهم مشاكل بسبب حسدي لهم.

4_ أشعر أنني سببت الأذية لإخوتي بنقل اضطراباتي لهم.

5_ أشعر أن كل ما يحصل في العالم الإسلامي متوقف على قوة إيماني أو ضعفه.

كما يحصل معي أحيانا نوبات من الشرود الذهني، وأضحك، وأكلم نفسين وأحرك يدي، فما تفسيركم لحالتي؟

أرجو الإجابة، مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فتشتت الانتباه ليس مرضاً، ولكنه عرض لمرض آخر، وقد يكون هذا المرض هو الاكتئاب أو الوسواس القهري، الذي عندك أعراضه الأثنين، الشيء الآخر: الاكتئاب قد تصاحبه أعراض وسواس قهري، والوسواس القهري الاضطراري أيضاً إذا لم يتم علاجه قد تصاحبه أعراض اكتئاب نفسي، إذاً كل هذه الأشياء مرتبطة ببعضها.

الشيء الآخر -يا أخي الكريم- العلاج السلوكي المعرفي فعال للاكتئاب وللوسواس القهري، ويجب أو يكون فعليته أكثر إذا كان تحت إشراف معالج نفسي، هذه البرامج التي توزع عن طريق النت لا بأس بها، ولكنها ليست بنفس الفاعلية التي تصاحب العلاج عن طريق معالج نفسي مباشر حيث تكون هناك عدت جلسات يعطيك فيها واجبات منزلية تقوم بتطبيقها، والمناقشة معه وهذا قد يكون أفضل -يا أخي الكريم-.

تحتاج إلى المواصلة مع طبيب نفسي، وهناك عدت أدوية تساعد في علاج الاكتئاب والوسواس القهري، الأنفرانيل واحد منهم، ولكنه ليس وحده، هناك أدوية أخرى وهذه الأدوية تعطى تحت إشراف طبي، وبجرعات محددة ولأوقات محددة، أما سمات الشخصية المثالية -كما ذكرت- فليس لها علاقة بالتربية، قد تكون لها علاقة بالوراثة ولكن قطعاً ليست لها علاقة بالتربية، أي التربية السليمة لا تعني أنك قد لا تكون لك بعض السمات في الشخصية التي تضايقك لاحقاً، وهذه أيضاً علاجها علاج نفسي، العلاج الدوائي لا يفيد في تغيير الشخصية، التغير يتم عن طريق العلاج النفسي والجلسات النفسية، فإذاً تحتاج إلى المواصلة مع طبيب نفسي -يا أخي الكريم- تحتاج للمواصلة مع معالج نفسي لحل معظم مشاكلك، والجمع بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي قد يكون أفضل طريقة للتخلص من هذه الاضطرابات التي تعاني منها.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً