الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فهل ما تعاني منه أختي اكتئاب ذهاني أم فصام؟

السؤال

أختي عمرها 16 عاما، منذ سنة ونصف بدأت تنعزل عنا وتجلس بمفردها كثيرا ولا تختلط حتى بأصحابها، وتنام كثيرا.

وكانت والدتي تتشاجر معها كلاميا لمحاولة تغييرها، وانتهى الأمر في الآخر على أنها كانت تبكي وتتشنج، وعندما صالحتها أمي وتكلمت معها لمحاولة فهم السبب لكل هذا؛ بكت وقالت لها: "هناك واحدة أسمعها تكلمني وتقول لي أنت فاشلة... إلخ"، بعدها ذهبنا لطبيب مخ وأعصاب شخص الحالة بفصام وداخلة على اكتئاب، وقال لنا لا تخبروها.

وكانت ترفض أخذ الدواء لولا محاولاتنا الشاقة معها، استمرت على الدواء (p.k.merz و ciprallex و quitiazic) شهرين، ثم توقفت، ولكن حالتها استمرت في التحسن واندمجت معنا، خصوصا بعد اهتمامنا بها نفسيا.

منذ فترة بدأت في الانفصال عنا مرة أخرى، وتشك فينا، وعصبية، وعندما سألتها والدتي هل لا زلت تسمعين صوتا؟ قالت لا، مع أني قرأت لها محادثة تقول فيها نصا "صاحبتي الخيالية جهاد" وشكواها من أنها لم تلتحق بالثانوية العامة، والتحقت بالثانوية الفنية لأن مجموعها لم يكف، وأن ذلك قتل أحلامها، وأمي تحدثت معها مرة أخرى وقالت لها أكثر من مرة: ندخلك الثانوية؟ فتقول لها: لا، أنا مستريحة هكذا.

السؤال: هل حالتها فصام فعلا أم اكتئاب ذهاني؟ هي تعلم أن هذه الأصوات خيالية، وهذه الأصوات تقول لها أنها فاشلة ولا تستحق الحياة، وأصوات الاسكيزوفرينيا تكون حيادية وليست اكتئابية، فهل هذا حقا اكتئاب ذهاني أم فصام؟ وهل يمكن علاجه أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yulia Louis Smith حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى لأختك العافية والشفاء.

وجود الهلاوس السمعية يُعتبر عرضًا رئيسيًا لتشخيص الأمراض الذهانية، لكن أنواع الهلاوس السمعية لا يستطيع أن يُحددها إلا الطبيب المختص، وهذه البُنية الفاضلة قابلت الطبيب، والطبيب شخَّص حالتها بأنها تعاني من مرض الفصام، ويجب أن يكون هنالك اقتناع بما قاله الطبيب؛ لأن الاقتناع بالمرض والسعي لعلاجه وعدم تأخير العلاج أو التردد فيه هي المفاتيح الجوهرية التي تؤدي إلى الشفاء -بإذن الله تعالى-.

في بعض الأحيان يكون مرض الفصام مصحوبًا بشيء من الأعراض الاكتئابية، خاصة في بدايات المرض، والهلاوس السمعية ليست عرضًا رئيسيًا ذهانيًا نشاهده مع الاكتئاب، قلَّ ما يكون هنالك هلاوس سمعية مع الاكتئاب الذهاني، إنما نشاهدها أكثر مع مرض الفصام.

وعمومًا: التفرقة بين الاكتئاب الذهاني ومرض الفصام ربما تكون ليست بالسهلة في بداية الأمر، وأنا دائمًا أحبِّذ أن تُعالج هذه الحالات كحالة فصامية؛ لأن التأخير في العلاج ليس من مصلحة المريض، خاصة حين يكون المريض في سِنٍّ صغيرة مثل أختك هذه.

أنا أميلُ أكثر بأن الأعراض هي أعراض فصامية، وهذا الأمر يجب ألا يكون مزعجًا، من الضروري جدًّا – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تكون هنالك متابعة مستمرة مع الطبيب، ولا بد من أن تتناول هذه الشابّة الدواء باستمرار؛ لأنها صغيرة في السّن ولم تطوّر مهاراتها، ولم يكتمل بناؤها النفسي، فلا نُريد للمرض أن يُسيطر عليها ويمنعها من اكتساب المهارات.

إذًا: التعجيل بالعلاج والاستمرار عليه والالتزام به أمر ضروري، وإذا رفضت تناول الدواء -بعد كل المحاولات- يمكن أن تُعطى نوعًا من الإبر التي تُعالج هذه الحالات، وهذه الإبر متنوعة، وهي معروفة لدى الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً