الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغوطات العمل تسببت لي بالتشنج والقلق والوساوس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر والتقدير على كل ما تبذلونه من جهد لخدمة هذا الموقع الرائع.

في سنة 2011 وأنا في العمل أحسست بالتعب والعصبية وأصررت على متابعة العمل، فلما عدت إلى المنزل شعرت بتشنج وارتعاش مختلف في عضلات جسمي، وعدم وضوح الرؤية.

راجعت طبيبا عاما فوصف لي فيتامين يحتوي على ( B6 و B12 و B9 ) والمغنيزيوم، فذهبت التشنجات، ولكن لم أعد كالسابق.

في العطلة بدأت تأتيني بعض الوساوس مما أثر على جهازي الهضمي، فراجعت طبيبا مختصا، فأخبرني بوجود التهاب في المعدة، فوصف لي دواء، وشفيت لكن ليس 100%، حيث بعد انتهاء العطلة أخذت بعض أعشاب المعدة، وعدت عند الطبيب العام الذي وصف لي الفيتامين فأعطاني STREASAM، وتوقع أني مصاب بالضغط النفسي ناتج عن العمل وضغوطات الحياة، فتحسنت قليلا.

في سنة 2012 تزوجت، فحصل لدي استقرار نفسي وعاطفي، لكني الآن أعاني من ضعف التركيز خاصة في العمل والعصبية، ومن تشنج العين اليمنى، وأشعر بقلق وخوف يصاحبه الإسهال عندما أنوي السفر القريب، أما السفر البعيد فإني أصاب بالقيء، فهل هذه الأعراض عادية أم تحتاج إلى علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على الثقة في هذا الموقع.

رسالتك واضحة، وما أرسلته من بيِّنات ومعلومات تُشير أنك لا تُعاني من أي علِّة نفسية رئيسية، كل الذي بك – أخي – هو درجة بسيطة من قلق المخاوف، ويظهر هذا جليًّا في ضعف التركيز، وكذلك شعورك بالقلق حين تنوي السفر لمكانٍ بعيد، وهذا هو الذي نعتبره نوعًا من قلق المخاوف، لأن الإنسان يحسّ دائمًا أنه في أمانٍ حين يكون في داره وبين أهله قطعًا هذا دليل واضح أنه يُعاني من رهابٍ بسيط أو لا يحس بارتياحٍ عند السفر.

أخي الكريم: أنتَ بخير، وأعتقد أن الإيجابية في تفكيرك مطلوب، وبالفعل حياتك فيها أشياء إيجابية كثيرة، وتجاهل هذه الأعراض مهمٌّ جدًّا، وتحقيرها، يعني: عدم الارتياح لموضوع السفر يجب أن تُجري مع نفسك حوارًا حوله (لماذا أقبل هذه الأفكار؟ أنا بخير، لماذا لا أسافر مثل الآخرين؟... وهكذا)، يعني لا تستسلم ولا تقبل الفكرة أصلاً، هذا مهمٌّ جدًّا.

ويا أخي الكريم: المزيد من الأنشطة الاجتماعية، وممارسة الرياضة، وحُسن تنظيم الوقت، وبناء شبكة اجتماعية سليمة، هذا كله وجدناه يُمثِّلُ علاجًا سلوكيًا مهمًّا جدًّا لتطوير الإنسان نفسيًا، ورفع كفاءته النفسية، وفي ذات الوقت تزول عنه -إن شاء الله تعالى- ما يُعاني منه من أعراض.

أؤكد مرة أخرى أنك بخير، وحالتك بسيطة جدًّا، حاجتك للدواء هي بنسبة عشرين إلى ثلاثين بالمائة، فحالتك يمكن أن تتخلص منها من خلال ما ذكرته لك من إرشاد، لكن إذا أردتَّ أن تكون الأمور مائة بالمائة فلا مانع أن تتناول جرعة صغيرة من عقار (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت)، والجرعة في حالتك هي بسيطة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً