الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن اختفاء الصدفية نهائياً؟

السؤال

أعاني من الصدفيه منذ أكثر من خمس سنوات، وأريد أن أعرف هل من علاج لها أم لا؟ وهل يمكن أن تختفي للأبد أو لا يمكن؟ علما أن هناك أكثر من مصاب بهذا المرض في العائلة، كما أني مصابه بمرض السكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Al_aml حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الصدفية مرضٌ مزمنٌ له علاج، وأي دواء يحسنه، لكن ليس له شفاء، أي دواء كافي يمنعه إلى الأبد، وهو كما يقول البعض يُعتبر قدراً ملازماً تتفاوت شدته حسب العوامل والظروف المثيرة له، كما وأن العامل الوراثي ثبت دوره في ذلك، وهو متعدد، وكذلك فإن وجود العامل العائلي خاصةً إن ظهر قبل سن الـ15 سنة يدل على أنه نوع (I) أي أنه معند (مقاوم وشديد) وعلاجه أصعب، ويظهر مبكراً، وله ارتباط ببعض أنواع التوافق النسجي الليمفاوي.

كما أن الصدفية أيضاً قد ذُكرت أنها من الأمراض التي وُصفت بأنها توجد بنسبة أكثر عند السكريين.

لا يعني كل ما ذكرت أن الأمل ضعيف في الشفاء، ولكن الأمل بالله هو الأقوى والأكبر، وهناك عوامل أخرى عديدة تؤثر على مسيرة الصدفية، مثل العوامل الإنتانية والهرمونية، والنفسية، والاستقلابية، والمناخية والغذائية، والسلوكية.

وجواباً لسؤالك: هل من علاج لها أم لا؟ فأقول: نعم، لها من العلاجات ما لا تحيط به الكتب والعقول.

وجواباً لسؤالك: هل يمكن أن تختفي للأبد أو لا يمكن؟ فأقول: من الناحية الطبية يمكن أن تختفي، ولا يعني اختفاؤها شفاءها، بل هي موجودة كامنة، تنتظر الظروف المهيأة لظهورها لتظهر فقد تأتي هذه الظروف أو لا تأتي.

من ناحيةٍ أخرى نحن لا نفتري الكذب، ولا نتأول على الله تعالى، ولا نعلم الغيب، ولكن جوابنا مبنيٌ على الماضي فيما رأيناه، وكذلك على الفهم البشري للصدفية، فأحدث العلاجات وأغلاها التي هي العلاجات الحيوية يفتخر أصحابها قائلين إنها تمكنت من إخفاء الصدفية أكثر من (70%) لمدة تزيد عن السنة أو السنتين، كما يقولون أيضاً إن هناك أملاً أن يستمر اختفاء المرض باستمرار العلاج، أي يشبه ذلك علاج السكري الذي يُسيطر على نسبة السكر بالدم، ويعيدها إلى المستوى الطبيعي، ويخفف الأضرار دون أن يسمى ذلك شفاءً.

ختاماً: إن التعايش مع الصدفية فنٌ نفسي عميق، لو أجاده الإنسان لتحسن نمط حياته، ولا يعني ذلك إهمال الدواء، بل اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فالشفاء والتحسن للصدفية كأنه بعض الرزق الذي يسأله الإنسان من الله تعالى، أي: نسعى للعلاج بنفسٍ راضية مطمئنة شاكرة، ولا نطلب الشفاء بنفس ساخطة لاهثة، فلربما النتيجة الجسدية واحدة، ولكن السعادة والأجر يفوقان كل ما سبق.

وقد ذكرنا في إجابات سابقة تفصيلات عن العلاج للصدف.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً