الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يحبون المجاملة على حساب الحقيقة

السؤال

كثير من الأحيان تصادفنا مواقف تحرجنا فلا نستطيع التصرف فيها، ومن هذه المواقف أن يسألنا بعض الناس في موضوع معين مثلاً، فلا نستطيع التصرف أو قول الصراحة التي قد تجرحه، فهل نقول الحقيقة أم نجامله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنواجه في حياتنا العديد من أنماط الشخصية السلبية التي يصعب التعامل معها، فهي قادرة على افتعال وإثارة الكثير من المتاعب والمشكلات في محيط الأسرة أو داخل المؤسسة التي نعمل بها، إنها شخصيات تثير أعصابنا وتهدد أوضاعنا واستقرارنا فهي متواجدة في كل مكان من حولنا.

واعلمي -أختي الفاضلة- أن فن التعامل مع هذه الشخصية من أهم فنون التربية والرعاية والاهتمام التي تعمل على التأثير على هذه الشخصية وضبطها وتعديل سلوكها واتجاهاتها السلبية، فبالتحلي بالصبر والأناة والحلم يمكن لك أن تكسب ودهم وتحولي مسار الخطأ إلى طريق ملؤها الاستقامة والصواب، ولنا في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة الحسنة في التعامل مع الأفراد فلقد كان يرشدهم ويعلمهم دون المساس في كرامة المرء وإنسانيته، بل قد تجد المشكلات في غاية الخطورة ومع ذلك يتعامل معها بروح طيبة زكية ونفس مطمئنة وهو يربي وينصح ويعلم.

حاولي أن تدفعي بالتي هي أحسن، فلتكن كلمتك ونصيحتك طيبة، فيها اللمسة الحانية بطريقة لا إحراج فيها، فيها الأثر السحري الذي يحول العنيد إلى وديع والسيئة إلى حسنة، وبحكمة ودون تجريح أو تشهير.

وقول الحقيقة لابد منه ولكن على حسب النفسيات التي تتكلمين معها، منهم من يقبلها ومنهم من لا يقبلها والحق دائماً مر مهما كان، وقد يغضب الآخرين أحياناً ولكن نريد أن نعالج الأمر بحكمة وليس باندفاع وتسرع.

1- حاولي أن تنتهزي الوقت المناسب الذي يكون فيه الشخص الذي تصارحينه هادئ البال مطمئناً.
2- يجب أن يكون الكلام مسبوقاً بمقدمات وليس مباشرة حتى لا تجرحي مشاعر الشخص الذي تكلمينه.
3- نحاول أن نتكلم الكلام الطيب أمامه وغير المحرج، فبقيامك بالثناء، فإنك تقومين بذلك بإخراج أفضل ما لديه من مشاعر، وبذلك سيكون متفهماً لك أكثر عندما تقدمين له أي نقد أو نصيحة.
4- واعلمي أنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع الرفق من شيء إلا شانه، فحاولي أن تلتزمي بالرفق في كلامك دون تعصب أو نرفزة.
5- اعلمي أن المعاملة الحسنة تعتبر من الأساليب الإقناعية الناجحة لما لها من أثر جيد في لين الشخص الآخر وإقناعه بالكلام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً