الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثيرا ما أتصرف تصرفات حمقاء، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبق وأن طرحت مشكلتي (شعوري بضعف الفهم والتركيز في أبسط المواقف)، وتلقيت الرد الذي بعث في نفسي بوادر الأمل، ومنحني شحنة إيجابية، وساعدني على الخروج من دائرة الإحباط، ولكن هناك ما أود قوله، كثيرا ما أتصرف تصرفات حمقاء ولا أدرك الخطأ إلا بعد فوات الأوان.

خسرت عدة صداقات بسبب تصرفاتي، حاولت كثيرا الحد من هذه التصرفات والتفكير جيداً قبل التفوه بما لا يروق للآخرين سماعه، ولكني أعود لأرتكب الأخطاء، وهنا تكمن المشكلة! لهذا السبب أصبحت انطوائية، لا أحب الاختلاط بالآخرين، وفقدت الثقة بنفسي، قرأت كثيرا في كتب التنمية وتطوير الذات، ومازلت كما أنا أتصرف بسجيتي، ما في قلبي على لساني أو بالمصطلح العامي المتداول (على نياتي).

ذهبت قبل فترة للفحص وكانت النتائج -الحمد لله- سليمة، لا أعاني من نقص فيتامين (د)، ولا أعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، وأيضا أنا لا أعاني من الاكتئاب، هل حالتي هذه تكمن في أنها طبيعة أودعها الله بداخلي ولا يمكن التخلص منها؟ أم أن هناك حلا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان يتغير، والإنسان يتبدل، والإنسان يتطور، وأحياناً قد يتأخر، ليس هنالك أبداً ثبات في طباع الناس، نعم قد تكون هنالك أشياء جوهرية وأساسية موجودة، لكن أيضاً الإنسان يستطيع أن يطورها، أنت محتاجة حقيقة أن تدرسي علم الذكاء الاجتماعي، أو ما يسمى بالذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، هذا يفيدك كثيراً لأن من خلاله تستطيعين أن تتعاملي مع نفسك بصورة إيجابية بعد أن تفهمي نفسك وتقبليها، وهذا أمر ضروري طبعاً.

والذكاء الوجداني أيضاً يدربنا ويعلمنا على كيفية التعامل بإيجابية مع الآخرين، فأنت محتاجة لأن تقرأي وتطلعي كثيراً عن الذكاء العاطفي، اقرأي كتاب دانيال جولدمان وهو رائد هذا العلم كتب هذا الكتاب سنة 1995، وهو كتاب مشهور وتوجد كتب أخرى كثيرة، وإن وجدت أحدا أيضاً يناقشك حول الذكاء الوجداني أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيراً، وهو نوع من التنمية البشرية التي أراها أفيد في مثل حالتك.

الإنسان لديه ذكاء أكاديمي أو ذكاء علمي، وهنالك ذكاء عاطفي، الذكاء العاطفي كما ذكرت لك اكتشف حديثاً، الذكاء الأكاديمي قد لا يتطور كثيراً عند الإنسان، لكن الذكاء العاطفي يتطور، فإذاً هنالك فرصة كبيرة لاكتساب مهارات جديدة لتعديل السلوك، لتعزيز ما هو إيجابي هذه كلها متاحة -أيتها الفاضلة الكريمة- فأرجو أن تتدارسي حول هذا العلم.

وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً