الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتمكن من الإلقاء ومواجهة الجمهور بثقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي في السنة الأخيرة، متميز، أعاني منذ تسع سنوات من مشكلة في الإلقاء والكلام، خصوصا باللغة الإنجليزية، حيث أتوتر أثناء الحديث، كنت في المرحلة المتوسطة حينما يطلب مني الحديث أو القراءة أتجمد، ولا أستطيع النطق، مع توتر شديد وتعرق، وداخليا أسمع صوتا يقول: لن تستطيع، مستحيل، وصل الأمر أن ذهبت إلى راق وطبيب نفسي.

بالنسبة للحديث بالعربية، تحسنت كثيرا، باستثناء بعض المواقف أثناء القراءة عندما أكون في مجلس أو درس، وبالنسبة للإنجليزية، الوضع أصعب لعدم ممارستي الكافية للحديث بالانجليزية، مع تذكر المواقف السلبية السابقة.

وهناك مشكلة أخرى في شخصيتي، وهي أنني متشائم وأفترض الأسوأ، وهذا في مجالات كثيرة ليس فقط الإلقاء، لا أستطيع التخلص منها، بل أقنع نفسي بأن هذا هو الحل الأفضل.

بالممارسة الكثيرة والتدريب تحسنت في الإلقاء بالإنجليزية، والذي يشغل بالي أن العرض التقديمي عبارة عن قراءة من ورقة، وأنا أتوتر جدا عند القراءة بهذا الشكل أمام الجمهور، فهل هناك تقنيات معينة للتغلب على هذه المشكلة أثناء القراءة؟

سنقدم العرض التقديمي كمجموعة، ومجموعة الطلاب التي أنا معها من الأصدقاء في الجامعة الذين يعتبرونني قدوة في مجالات عديدة، وهم لا يعرفون بهذه المشكلة التي أعانيها، فلم يسبق لنا التقديم سويًا، وهي في الحقيقة تعتبر نقصًا كبيرًا، أشعر بقلق كبير في أنني لو فشلت، فسيؤثر ذلك على السمعة التي بنيتها طوال سنوات الجامعة بسبب هذا الموقف، هكذا أشعر، فما هو توجيهكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت شاب طموح وتتطلع دوما للأفضل، وترغب في التميز في شتى المجالات، وهذا ما برز في رسالتك من خلال اهتمامك بتقديم العروض باللغتين العربية والإنجليزية.

ما تعاني منه لا يعد مشكلة كبيرة لشاب طموح مثلك، فقط تحتاج إلى أن تتدرب على الإلقاء بداية بمفردك قبل العرض بوقت كاف وكأنك في مسرح كبير، وتتخيل أعدادا هائلة أمامك من الناس تستمع لعرضك، ثم تطلب من أفراد أسرتك أو أصدقائك المقربين أن يستمعوا لعرضك لتتدرب أمامهم فتبدأ بكسر حاجز الخوف من مواجهة الجمهور، ثم بعدها تطلب من مجموعة أكبر من أفراد أسرتك أن تلقي أمامهم العرض، ثم بعدها تطلب من زملائك المشاركين معك في العرض أن تتدربوا على أدواركم في العرض قبل موعد التقديم بحجة أن تحصلوا على أعلى الدرجات في العرض.

وبذلك تكون قد كسرت حاجز الرهبة بالتكرار وبتدرج منطقي من الدوائر الأقرب في حياتك إلى الأبعد، وبعدها ستنطلق -بإذن الله تعالى-.

كل ما في الأمر أنك ستحتاج فقط للتدريب وبذل الجهد في الاستمرار على التدريب، مهما بذلت من وقت وجهد، وتذكر قول معلم الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم".

وفقك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً