الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل إذا كان اختبار الأعصاب سليما يعني أنه ليس هناك مرض تصلب لويحي بالشخص؟ أنا خائفة من هذا المرض؛ حيث إنني أشعر أحيانا بوخز بالعين، وألم خفيف بالفك، وألم خفيف بالأسنان الأمامية، علما أنني أضع مثبتا للأسنان بعد التقويم حاليا، وعندي نقص نظر وألبس نظارة.

عموما أنا خائفة من هذا المرض؛ حيث إني ذهبت للدكتور وعملت اختبار أعصاب، وقالوا لي بأني سليمة، وقال: أنه ليس عندي شيء، ولكن بما أنني أعاني من اكتئاب ووسواس لن أقتنع إلا بالأشعة، فطلب مني أن أعمل أشعة، ولكن لم أعملها خوفا!

أنا دائمة الذهاب للمستشفى، وكل يوم أخرج بالخوف من مرض جديد، علما أنني قبل هذا كنت خائفة من مرض الذئبة الحمراء، فعملت الفحوصات اللازمة وكانت سليمة ولله الحمد، ثم تعافيت، وبعدها جاءتني حكة، ووخز بجسمي، فقلت أنه التصلب، حيث الحكة لم تأتيني إلا بعدما قرأت أعراض التصلب، فصارت تأتيني الحكة والحرارة في أجزاء متفرقة من الجسم، فأفيدوني جزاكم الله خيرا.

أنا تعبت من التفكير، خائفة أن أذهب للمستشفى وأصبح ملازمة للمستشفيات، وإن لم أذهب أهلكني التفكير والوسواس!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ss Sarar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو لك -ابنتنا العزيزة- بالشفاء ونأمل أن تستفيدي من استشارات د محمد عبد العليم فيما يخص الوسواس، وما أقترحه عليك من تناول حبوب Escitalopram لعدة أشهر؛ لأن هذا المرض هو أصل المشكلة، وكلما قرأت عن موضوع يبدأ الوسواس بأنك تعاني منه وقائمة الأمراض طويلة لا حصر لها، وبالتالي سوف تدورين في حلقة مفرغة لا نهاية لها.

وأنصحك بعدم القراءة في أعراض الأمراض المزمنة حتى لا تأخذي عرضا مؤقتا من أحد الأمراض ويصبح كأنه تشخيص لذلك المرض، وقبل التفكير في التصلب اللويحي الذي لا وجود له يجب أن نفكر في فقر الدم، وفي نقص فيتامين D، ونقص فيتامين B12، وسوء التغذية، واضطراب النوم، حيث أن هذه الأمراض تؤدي إلى الشعور بالألم، ومن المنطقي أن التقويم يؤدي إلى بعض الألم في الفك، وأن عدم ارتداء نظارة طبيبة يؤدي إلى الصداع وإرهاق للعين، ولذلك يجب أن يكون التفكير منطقي وبعيدا عن الوسواس في الأمراض المزمنة.

وللعلم فإن التصلب اللويحي أو Multiple Sclerosis مرض مزمن وليس حادا، يصيب الأعصاب في الحبل الشوكي والدماغ، بالإضافة إلى العصب البصري مجتمعة، ومن أعراض التصلب اللويحي ضعف في الذراع أو الساق، تنميل وفقدان التوازن مع تقلص في العضلات، وهذه الأعراض من الممكن أن تؤدي إلى تعثر أو صعوبة في المشي، بالإضافة إلى التهاب العصب البصري الذي يؤدي إلى الرؤية المزدوجة أو double vision أو diplopia، ولذلك عدم وجود أعراض مثل الضعف العضلي ينفي الإصابة بالمرض.

ويمكنك تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي وأوميجا 3، بالإضافة إلى Ferose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، وتكرر بعد 4 إلى 6 أشهر؛ لأنه ضروري جدا لتقوية العظام وتجنب مرض الهشاشة فيما بعد، ولا مانع من تناول كبسولات مسكنة للألم عند الضرورة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا، وكبسولات Myolgin ثلاث مرات بعد الأكل، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً