الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت بدينا أتحاشى مقابلة الناس، فانصحوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على هذا العمل الرائع، جعله الله ذخرا لكم.

أنا شاب عمري 23 سنة، مررت بظرف طارئ منذ 6 شهور وحتى الآن لم ينته، وهو الخدمة الإلزامية في سوريا.

قبل هذه الفترة كان وزني 80 كلغ، والآن أصبح 103، وأصبحت لا أستطيع الخروج من المنزل، أقصى فترة هي نصف ساعة ثم أعود، وكنت أعتقد أن وزني ازداد، ولما رأيت النتيجة صدمت، وقمت بالعديد من المحاولات لإنقاص الوزن، كلها فشلت، أولا كانت الحمية الغذائية، لكنها لم تفلح بسبب كثرة الضيوف والولائم، والمعروف لدينا أن صاحب البيت يظل آخر شخص على الوليمة مع الضيوف. المحاولة الثانية كانت بالتمارين المنزلية، لكنني أصبحت أضحوكة أهلي؛ فهذا جديد عليهم. لا أعلم ماذا أفعل! كنت سأبقى كثير المشاغل راضيا بوزني وشكلي، لكن الآن تغير كل شيء، أصبحت بدينا أتحاشى مقابلة الناس، فكرت بالمسهلات مثل زيت الخروع والسنا مكي، وأحببت أن أستشيركم عنها.

أنا لا أعاني من أية أمراض -والحمد لله-، ومستعد إن كان لهذه المسهلات أعراض، فلا بأس إن شاء الله، فهي أيام وتنتهي مشكلتي، ولكني أريد خسارة الوزن بأسرع ما يمكن، وعسى أن تنتهي مشكلتي هذه، وتزول المحنة، وأعود إلى سابق عهدي وعملي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لتخفيف الوزن؛ فإنه ينصح بصورة عامة بالمتابعة مع أخصائي التغذية، وإجراء دراسة مفصلة لحالة الجسم، والحمية الغذائية المناسبة، مع اتباع النصائح العامة بالتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على الوجبات صغيرة الحجم والمتعددة، والابتعاد عن وجبات الطعام كبيرة الحجم، مع التخفيف من الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الحريرات (الدهون، الدسم، الحلويات، المشروبات الغازية)، والاعتماد بصورة كبيرة على الخضار والفواكه الطازجة، والالتزام بالتمارين الرياضية اليومية، وخاصة رياضة المشي أو السباحة، وأن يكون ذلك من عاداتك اليومية دون الالتفات للتعليقات الجانبية، وبالتزامك بهذا الأمر فإنك ستشجع من هم معك في المنزل بالمشاركة في هذه التمارين، ويصبح هذا الأمر من العادات المنزلية اليومية. واعتبار كل ما سبق هو نمط حياة جديدة ومستمر، دون التوقف عن ذلك، وإنما الاعتياد الدائم عليه.

قد يحدث أحيانا بعد الالتزام بالحمية ونزول الوزن، توقف الوزن وثباته، وعدم هبوط الوزن أكثر؛ وذلك بسبب أن الجسم في بداية الريجيم أو المرحلة الأولى منه يخسر نسبة كبيرة من الماء، مع نسبة قليلة من الدهون والسكريات الموجودة في الدم؛ مما يؤدي للخسارة السريعة في الوزن، أما في المرحلة الثانية؛ فيخسر الجسم القليل من السكريات المختزنة في الجسم على شكل غليكوجين في الكبد والعضلات، وهذا الغليكوجين يحتوي أيضا الكثير من الماء، وعند احتراقه يخسر الجسم معه كمية كبيرة من الماء؛ وهذا يساعد أيضا على خسارة الوزن.

أما في المرحلة الثالثة، وهي مرحلة ثبات الوزن؛ فإن الجسم يلجأ في هذه المرحلة إلى مخزونه من الدهون، وهذه الدهون تحتاج إلى فترة طويلة حتى يتم تحللها واستهلاكها؛ لذا يدخل الجسم في هذه المرحلة بمرحلة ثبات الوزن، ويحدث نقص للوزن، ولكن يكون بطيئا وتدريجيا، ولا ينصح في هذه المرحلة بالحمية القاسية أو التعجل بخسارة الوزن؛ لأن ذلك سيؤدي إلى أن يستهلك الجسم عضلاته؛ مما يؤدي إلى ضعف بنية الجسم والعضلات.

كما أوضحنا سابقا: فإن النصيحة الأهم هي الاستمرارية والمتابعة، والتأكيد على أن هذه الحمية هي النمط الجديد للحياة الذي يجب الالتزام به، والحفاظ عليه طيلة الحياة.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً