الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين السيروكسات العادي وسريع الفعالية؟

السؤال

السلام عليكم.

د.محمد عبد العليم: تمنياتى لكم بالصحة والعافية ولجميع العاملين بالشبكة الإسلامية.

هل يوجد فرق بين سيروكسات (immediate release) وسيروكسات (continuous release) من حيث مفعوله تجاه اضطراب القلق العام واضطراب الوسواس القهري؟ للأسف يبدو أن السيروكسات العادي غير متوفر، فقد سألت عنه في عدة صيدليات، من ضمنها إحدى الصيدليات الكبرى، حيث أن FDA لم تجز السيروكسات سي أر لهذين الاضطرابين، بينما أجازت السيروكسات العادي!

في الحقيقة أنني أعاني من قلق ووساوس واكتئاب، وقد كان له أثر واضح في القلق الإجتماعي لا ينكر -ولله الحمد- وكذلك -وإن بدرجة أقل- في الاكتئاب، وأثر ضعيف في القلق والوساوس أو الحوار الوسواسي خاصة.

بالمناسبة في رسالتي الأخيرة ذكرت الأثر السلبي لتفاعل البوسبار مع السيروكسات، وقد شعرت منذ أسبوع تقريبا بتحسن واضح -ولله الحمد- وقد مر على هذا الاكتئاب الخاص ببوسبار أسبوعان بالضبط، وهذا الأثر الواضح كان في علاج الاكتئاب فقط، أما الحوار الوسواسي والضغط العصبي فلا، وقد أضاف لي الطبيب أبيكسيدون 1 مجم مساءً، مع استمرار سيروكسات سي أر ودوجماتيل وأركاليون.

الحقيقة أنني متردد كثيرا في تناول الأبيكسيدون لتجربتي السابقة مع البوسبار، ثم لاحتمالية حدوث تتداخل سلبي في حالة الأبيكسيدون أيضا كما في نشرته الداخلية، وأخيرا لأنني وجدت على أحد المواقع الطبية أن معظم الأبحاث التي أجريت مؤخرا أشارت أن الإضافات الدوائية لـ SSRI في علاج الوساوس لم تكن أكثر فاعلية من الدواء الوهمي (placebo).

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا - أخي الكريم - وبارك الله فيك.

الفرق الأساسي بين الزيروكسات سريع الفعالية أو آني الفعالية والزيروكسات بطيء الفعالية وبطيء الإفراز: من حيث الفعالية العلاجية لا تُوجد فوارق، ومع احترامي الشديد ليس كل ما يذكره الـ (FDA) هو دقيق أو صحيح، فالـ (FDA) - على سبيل المثال - رفض تمامًا إخراج الفافرين لأمريكا إلَّا في السنوات الأخيرة، وقد أقرَّه فقط كعلاج للوسواس القهري وليس مضادًا للاكتئاب.

عمومًا أطمئنك تمامًا من أن مركّب الزيروكسات - أيًّا كان - من ناحية الفعالية فهو فاعل لعلاج القلق العام ولاضطراب الوسواس القهري، والفرق بين الاثنين أن الزيروكسات بطيء الإفراز ربما تكون آثاره الجانبية أقلَّ من سريعي الإفراز، فأرجو أن تطمئن - أيها الفاضل الكريم - أيٍّ منهما وجدته تناوله، واسأل الله تعالى أن ينفعك به.

الاجتهاد - أخي إبراهيم - في مقاومة الوسواس وتحقيره والتغافل عنه أنا أراه علاجًا مهمًّا وعلاجًا أساسيًّا جدًّا، وكذلك تطبيق بعض الحيل السلوكية التي تقوم على مبدأ التنفير وفك الارتباط الشرطي وجد أنها مفيدة، ولا شك أن التخلص من الفراغ الذهني والزمني أيضًا ذو فائدة عظيمة.

بالنسبة لموضوع الـ (SSRIS) والإضافات الأخرى التي تُضاف لها لعلاج الوسواس القهري: أعتقد أن الشيء المثبت هو أن جرعة صغيرة من مضادات الذهان - وليس كل مضادات الذهان - ربما يكون مفيدًا، والتجارب العملية قد أثبتت ذلك، مثلاً عقار (إرببرازول) أو عقار (رزبريادون) بجرعاتٍ صغيرة يفيد، وهذا مُجرَّبٌ، خاصة فيما يتعلق بالوساوس المطبقة، ولا شك أن التجارب الشخصية مهمَّة ومهمَّةٌ جدًّا، حيث إن التباين بين الناس موجود.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً