الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تثار الشهوة عند رؤية بعض اللاعبين الذين تشبهوا بالنساء!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله أنا شاب لا تثار شهوتي لأفراد من نفس جنسي، ولكن أرى في بعض الأحيان شباب أجانب -بعض لاعبين- بالغو في التزين من تسريحات شعر ومكياج وغيرها، فأصبحوا أقرب للفتيات فتثار شهوتي! وأصد وأبتعد عن مقاطعهم، فهل هذا شذوذ؟ وإن كان فما الطريقة لمعالجة نفسي؟

واعذروني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed saleh almalke حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: كشاب في ريعان شبابه أنا أقدّر حقيقة مشاعرك، وأعرف أن هذه الشهوات في بعض الأحيان كثيرًا ما تحصل فيها نوع من الطفرات، وهذه الطفرات قد تكون طفرات شاذّة، لكن الإنسان المؤمن المسلم الذي يُراقب ربه ويُراقب نفسه يستطيع أن يكبحها.

أنا لا أراك شاذًّا - أيها الفاضل الكريم - لكن أقول لك: ربما تكون تحومُ حول الحمى، فأرجو تجنب ذلك، وأرجو ألَّا تقع في الحمى "كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه" كن غليظًا مع نفسك، كن صارمًا عليها، وقبِّح هذا الشيء، وهؤلاء الذين يقومون -ممَّا ذكرتَ من تسريحاتٍ وخلافه- وسط الشباب هذا قطعًا نوع من الانحرافات التي ابتُليتْ بها مجتمعاتنا.

أنت لست شاذًّا، لكن يجب أن تُغلِّظَ وتُحقِّر هذه المشاعر، وتسأل الله تعالى أن يحفظك - أيها الفاضل الكريم - .

الحمد لله تعالى نفسك اللوامة من الواضح أنها قوية وفاعلة، وإن شاء الله تعالى تتغلب على النفس الأمَّارة بالسوء.

اسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يعينك، وقطعًا إقدامك على الزواج هو مهمٌّ جدًّا وسبيل حلٍّ لكلِّ شابٍ يُريد العفاف، وثلاثة حق على الله عونهم: (ثَلاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) [رواه الترمذي].

وكما ذكرت يجب أن تكون صحبتك ورفقتك وأخلائك من الصالحين من الشباب، الصالحين في لبسهم، في مظهرهم، في أخلاقهم، في سلوكهم، في دينهم، في كل شيء، لأن الصاحب ساحب، ولأن المرء على دين خليله، لذلك يجب أن ينظر الإنسان فيمن يُصاحب ومَن يُجالس، والصاحب كحامل المسك أو نافخ كير، فحامل المسك إمَّا أن يُحذيك (يعطيك) وإمَّا أن تبتاع (تشتري) منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبة تنشرح بها نفسك، ونافخ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا مُنتنة، في كلتا الحالتين تؤذي نفسك بوجودك معه، وهجرة هؤلاء واجبة على المسلم، وهجرة الأماكن التي يتواجدون فيها، وهجرة الأدوات والوسائل التي بها ينحرفون وبها يُضلُّون ويُضلُّون.

وأنصحك بأن تُكثر من الاستغفار، وتستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تُصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وأن تتلوَ القرآن، وبذلك أُمرتَ، وأن تحفظ وتواظب على صلاتك، وتحرص على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، قطعًا في كل ذلك حفظ كبير لك.

وأرجو أن تستفيد من وقتك، وتديره بصورة إيجابية. أريدك أن تكون متفوّقًا في النطاق العلمي والعملي، وفي كل شيء. هذا يحفظك ويقيك من هذه الشرور ومن هذه الشذوذيات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً