الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بتخصص طب الأسنان ولكني خائفة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية في السنة التحضيرية –ما قبل التخصص-، لدي رغبة في دراسة طب الأسنان، لكن والدي يمنعني من ذلك, لذلك لجأت لدراسة مسارين مختلفين، ويشهد الله أنني حاولت أن أتقبلهم أو أتميز بهم، ولكن لم أستطع.

الآن هناك فرصة مع أنها بسيطة للتسجيل في كلية طب الأسنان، وأرغب في المحاولة, لكن أشعر بالحزن والتوتر والخوف، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الخطأ أن يتحكم بعض أولياء الأمور في تحديد تخصص أبنائهم، إذ أن الطالب إن لم يكن راغبا في التخصص فإنه يخفق في دراسته، ويصل به الأمر إلى الترك.

من أسباب بروز الطالب ونجاحه: الرغبة في التخصص، وتميزه في المواد الدراسية المتطلبة لدخول التخصص، فلا يصلح مثلا أن يدخل الطالب كلية الآداب وهو ضعيف في علم اللغة العربية في دراسته الثانوية، ولا يصلح أن يدخل الطب من كانت درجاته ضعيفة في اللغة الإنجليزية والعلوم والكيمياء وما شابه ذلك، وهكذا.

لا بد أن يتفهم والدك هذه المعاني، وألا يقف أمام رغبتك، بل ينبغي أن يشجعك على ذلك.

التوتر لن يفيدك شيئا بل سيؤثر على أداءك أثناء تقدمك للاختبار، فكوني متوكلة على الله تعالى، واعملي بالأسباب الشرعية التي تسهل قبولك في الكلية.

اجلسي مع والدتك وإخوانك، وبيني لهم رغبتك، وما يريد والدك من أجل أن يتعاونوا معك على إقناعه، ويبينوا له ما ذكرته سابقا، فليس المطلوب أن تتخرجي في الكلية، ولكن المطلوب أن تنظري في سوق العمل حتى تجدين عملا بعد تخرجك، لأن كثيرا من خريجات الكليات لم يجدن وظائف إلى يومنا هذا، والسبب هو كثرة الخريجين بتلك التخصصات المكررة.

استعيني بالله ولا تعجزي، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن ذلك من أعظم أسباب تفريج الهموم والكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وخاصة ما بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل، وسلي الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يلين قلب والدك، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

اجتهدي في المذاكرة وتوسيع مداركك في هذه الفترة تحسبا لاختبار القبول، ونسأل الله أن يوفقك في اجتيازه بنجاح.

وثقي صلتك بالله تعالى، وأكثري من العمل الصالح على سبيل الدوام، وليس في هذه الفترة فقط فكثرة الأعمال الصالحة تقوي الإيمان، وتكون سببا وعونا في التوفيق والتميز بإذن الله تعالى.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً