الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة أحافظ على وزني ولكن فوجئت بنحافة جسمي

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على الصرح الثقافي والمفيد.

أنا بعمر 26 سنة، طولي 160 وزني 56، أكلي خفيف منذ صغري، ووزني ثابت.

لاحظت منذ سنة أن مؤخرتي تنحف باستمرار، وتترهل، وصارت شبه مختفية، كانت ممتلئة ومشدودة وكبيرة بطبيعة جسمي، (عذراً من أجل التوضيح)، ولاحظت منذ أشهر أن ساقيّ أيضاً بدءا ينحفان ويترهلان!

لا أعلم السبب، عملت فحوصات شاملة وسليمة، ولم أتبع أي حمية في حياتي، وفي بداية نحف المؤخرة كانت توجد آلام خفيفة، وشد وألم ساقي خفيف، ومتقطع مثل الصداع وقت النوم.

علماً أن الألم ليس عائقاً بل ذكرته للتوضيح، وأمارس التمارين الخفيفة بفترات متقطعة، وطبيعة جسمي كمثري ممتلئ من الأسفل.

أرجو مساعدتي بالحل، وما نوع الفحوصات حتى أعرف المشكلة؟

أختي متزوجة وأنجبت، وأصابها قبلي نفس الشيء، ثم صارت نحيفة بشكل أسوأ مني، وتحول ساقيها ويديها للون البرتقالي الغامق، وهي فاتحة البشرة.

أريد أن أعرف السبب أو طريقة العلاج قبل أن أصل للنحافة الشديدة للساق والمؤخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى دائماً.

إذا كانت الدورة الشهرية عندك منتظمة، وكانت التحاليل سليمة، أي تم التأكد من أنك لا تعانين من مشكلة في الهرمونات، وكنت قادرة على تحريك الساقين ويمكنك ممارسة الرياضة بشكل طبيعي، فهذا يعني بأن الأمور مطمئنة، بإذن الله تعالى.

للتأكد أكثر يمكنك عمل تحاليل للأمراض المناعية، ( ana-la- aca-crp)، وخاصة أمراض العضلات والمفاصل، رغم أن وجود مثل هذه الأمراض مستبعد في مثل حالتك، لكونك لا تشتكين من أي مشكلة في عضلات الجزء العلوي من الجسم، لكن وكنوع من الاحتياط يمكنك مراجعة اختصاصية أمراض مفاصل وعظام لعمل فحص للساقين وعمل هذه التحاليل.

إذا تبين عدم وجود مشكلة في المفاصل والعضلات، فهنا يمكن نفي الأسباب المرضية ويكون السبب هو وراثي.

بشكل عام فإن مظهر الجسم له علاقة بشكل الهيكل العظمي، وبطريقة توزع الدهون في الجسم، وهذه الأمور تحدد بالوراثة أساساً، والوراثة هي وراثة تراكمية، أي تأتي عن طريق تأثير عدة مورثات وليس مورثة واحدة، وقد تأتي من الأم والأب، وقد تأتي من كل شجرة العائلتين التابعة لهما أيضاً، ومن خلال ما جاء في رسالتك يتضح بأن ما تعانين منه هو على الأرجح ليس أمراً مرضياً، بل له علاقة بالوراثة، فأختك لديها نفس شكل الجسم الذي لديك.

بالطبع - يا ابنتي - فإن بعض مظاهر الجسم لا تظهر مبكراً، وبعض المناطق والأعضاء في الجسم لا يكتمل نموها إلا بعد سن العشرين، وأحياناً بعد 24 سنة، وفي بعض النساء قد لا يكتمل كلياً إلا بعد الحمل والإنجاب.

لذلك فإن المظهر الجسدي الذي تعانين منه حتى وإن لم يكن موجوداً عندك من قبل، فهذا لا ينفي كونه وراثياً، فإذا تبين بأنه لا مشكلة في العضلات والمفاصل عندك، فيمكن القول بأن هذه هي طبيعة أو شكل جسمك التي ورثتِه، وأتمنى لو كان عندي كلام غير ذلك يفرحك، لكن وبكل وضوح أقول لك: إذا كانت كل تحاليلك سليمة، فإن شكل جسمك لن يتغير؛ لأن السبب وراثي، ولا يوجد أدوية أو مركبات يمكن أن تغير ذلك، والجراحة التجميلية، (ونحن لا ننصح باللجوء إليها في هذه الحالات).

قد تفيد في زيادة حجم المؤخرة، لكنها لا تفيد في زيادة حجم الفخذين، ولكن يمكن للرياضة التي تقوي عضلات الفخذين أن تساعد في زيادة حجم الفخذين.

انصحك - يا ابنتي- بزيادة وزنك بعض الشيء، وممارسة الرياضة للنصف السفلي من الجسم، ثم بعد ذلك بقبول نفسك على ما هي عليه، فالإنسان بجوهره وليس بمظهره، وكلما راودتك فكرة مظهر جسمك، تذكري ما حباك به الله جل وعلا من نعم كثيرة أخرى، قد لا تكونين منتبهة لها، ومن أهمها نعمة الصحة والعافية، والتي يتمناها الكثير، وأتمنى دوامها عليك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً