الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك ما يعرف بالنحس والحظ السيء؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي بعض الإشكاليات أردت أن أطرحها عليكم: لدي ابن عم لطيف، لكنه يحسدني لأنني جميل، وحتى عندما أحصل على علامة ممتازة في المدرسة يحسدني عليها، ولاحظت أن كل أمر أخبره به لا يتحقق، يعني لو قلت له غدا سوف أشتري هاتفا، تتعطل الفكرة ويأتي ظرف ولا أشتري، أو مثلا أقول له غدا سأذهب للسوق، فيأتي مشكل ولا أذهب.

فما تفسير ذلك؟ هل يوجد في الإسلام ما يسمى نحس وحظ سيء؟ وإذا يوجد كيف نفكه؟ كيف أدافع عن نفسي من المحبطين والمفشلين الذين يقولون لي لن تنجح؟ وكيف أقي نفسي من العين والحسد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سأبدا بإجابة السؤال الثاني؛ لأن باقي الأسئلة متعلقة به.

اعلم -وفقك الله- أنه لا يوجد في الإسلام نحس وحظ سيء، بل هذا من خرافات وعادات الجاهلية، ويسمى شرعا التشاؤم والتطير، وقد ورد النهي عنه والتحذير من اعتقاده، لأنه من عقائد أهل الشرك وأعداء الرسل.

وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون:﴿ قالوا إِنّا تَطَيَّرنا بِكُم لَئِن لَم تَنتَهوا لَنَرجُمَنَّكُم وَلَيَمَسَّنَّكُم مِنّا عَذابٌ أَليمٌ * قالوا طائِرُكُم مَعَكُم أَئِن ذُكِّرتُم بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ﴾ ومعنى الآية: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم، قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم، أي أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم، ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا، إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق من قدر الله لكم.

ولذا قال أهل العلم: لا يجوز شرعا أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه، ولا له فيه مدخل، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر، فتنفر النفس منه، وهذا هو التشاؤم المنهي عنه.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، ويكره التشاؤم، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحس الظن بالله تعالى على كل حال، وعليه فلا يجوز لك أن تتشاءم من ابن عمك، وتجعله سببا في بطلان كل عمل تريد تحقيقه، بل ابحث عن السبب الحقيقي لتخلف العمل، وقد يكون الله أراد لك خيرا بذلك؛ لأن الله يعلم وأنت لا تعلم.

ولدفع العين والحسد عن نفسك عليك بالتحصن بالأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، والثقة بالله، وكمال التوكل عليه، فإنه من اعتصم الله فلا يضره شيء، وعليك بالابتعاد عن الخواطر والافكار السلبية والتخوف من الآخرين و نظراتهم إليك، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتك، ويجعلها تعيش في حالة شك واضطراب.

ومن ذلك عليك ببناء الثقة بنفسك وتدريبها على النجاح، ومصاحبة الناجحين، والابتعاد عن الفاشلين والمحبطين، وعدم الاستماع لكلامهم أو الاستسلام لتثبيطهم لك، بل اجعل من كلامهم دافعا لك لمزيد من الجد والاجتهاد، وحدث نفسك بالنجاح، وفكر فيه كثيرا، وخذ بأسبابه، ومنها الدعاء وحسن الظن بالله سبحانه، و-إن شاء الله- تحقق أمنياتك المباحة، وتكون من الناجحين.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Bilal

    جزاكم الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً