الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي التوصيات لتربية الأبناء تربية صالحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


شيخنا الفاضل: عندي ولدين، وأتمنى أن يكونوا من الصالحين، حيث أن هذا الشيء الوحيد الذي يدور في بالي حتى أرضي الله تعالى عني في تربيتهم، لأن الله أعطانا أبناءنا أمانة ويجب أن نحافظ على هذه الأمانة، وذلك بتنوير طريقهم نحو الله وطاعته، وكذلك حفظ كتابه بإذن الله تعالى، فما هي الخطوات التي أتبعها في ذلك؟

أرجو أن تبينوا لي كيفية تعاملي مع أبنائي ممن هم صغار، هل أستخدم أسلوب التخويف معهم؟ إني أحسهم يفهمونني ولكن النطق عندهم غير واضح الآن، وما هو دور الأب في تربية الأولاد؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش ي ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فشكراً لك على هذه الرغبة في الخير وزادك الله حرصاً وتوفيقاً، وحق لنا أن نسعد بأمهات يحرصن على تحمل الأمانة ويرغبن في تكثير سواد المصلين المطيعين لله.

ولا شك أن حفظ القرآن هو عماد كل نجاح وفلاح؛ لأنه يرسخ معاني العقيدة ويهذب الأخلاق، ويعود اللسان الفصاحة، ويزيد في الذكاء كما ثبت ذلك في آخر الدراسات العلمية، ولا عجب فإن القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى.

وحتى تنجحي في تربية أولادك أرجو أن تتبعي الخطوات التالية:-
1- التوجه إلى الله فإن الخير بيده سبحانه، مع الحرص على طاعته فإن البيوت تصلح بطاعتنا لله.
2- إخلاص النية، فإنه ما كان لله دام واتصل.
3- أن تحرصي على أن تكوني قدوة صالحة، فإنه كما قال معاوية رضي الله عنه: (ليكن أول ما تبدأ به من صلاح أبنائك صلاح نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت).
4- لابد من الاتفاق على منهج موحد في تربية الأبناء مع الزوج.
5- الحرص على إشباع الأطفال عاطفياً حتى تتكون عندهم الثقة في أنفسهم ويشعروا بالأمن والمحبة مع ضرورة الاعتدال في هذا الجانب.
6- العدل بين الأطفال في العطايا والاهتمام والقبلات.
7- تهيئة البيئة الصالحة، والحرص على الرفقة الفاضلة.
8- غرس العقيدة في نفوسهم من خلال تلقينهم كلمة التوحيد ومعاني الإيمان.
9- الاهتمام بأداء الشعائر التعبدية مع ضرورة أن نجعل في بيوتنا من صلاتنا وقرآننا.
10- تعظيم سلف الأمة وربط الأبناء بالصحابة الأبرار وبرسولنا المختار صلى الله عليه وسلم.
11- تعويدهم الألفاظ الطيبة والتصرفات الحسنة.
12- الاهتمام بتعليمهم وتعويدهم الاعتماد على أنفسهم وتشجيعهم على معاونة الآخرين.

أما بالنسبة لصعوبة النطق فإن القرآن سوف يطلق ألسنتهم، وهذا مجرب في كل الأمصار، وعلينا الاستفادة من صفاء أذهانهم في تلقينهم القرآن، مع ضرورة أن تكون الدراسة مشوقة وعلى فترات، ويفضل أن نحضر لهم أشرطة تعليمية يكرر فيها الشيخ الآيات مرات عديدة، أو تلك التي يقرأ فيها مع الشيخ أطفال صغار، ولابد أن يشعر الأطفال أننا نعظم هذا الكتاب الذي شرفنا الله به، حتى تمتلئ قلوبهم بحب القرآن.

ولا شك أن دور الأب عظيم جداً، بل إن التربية السليمة لا تكون إلا في وجود أب وأم، وتعاون واتفاق على منهج موحد للتربية والتوجيه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً