الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي كيفية التعامل مع مرضى الفصام والهلاوس؟

السؤال

السلام عليكم.

تحياتي لكل القائمين على هذا الموقع الجميل، أسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم.

لدي صديق طفولة بعمر 24 سنة، في آخر 3 سنوات وبدون أي مقدمات انتكست حالته النفسية وتم تشخصيه الآن بمرض الفصام، يخبرني أني الصديق الوحيد لديه، ولا يثق بأحد غيري، سؤالي هو: كيف أتعامل معه ومع التهيؤات التي تصيبه؟ يخبرني أنه المهدي المنتظر، ويطلب مني مساعدته في جعل الناس يصدقونه، ويخبرني أنه مراقب، وأن هنالك أشخاصاً يحاولون أذيته، دائماً ما يسألني هل تصدقني؟ لا أعلم كيف أجيبه؟ هل أخبره أنه مريض؟ وبالتالي يفقد ثقته بي أم أخبره بأني أصدقه، وبالتالي يزداد اعتقاده بهذه الهلاوس؟

أنا في حيرة من أمري، أتمنى منكم توجيهي في كيفية التعامل معه كصديق للمساهمة في تحسين حالته النفسية.

مع جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خير مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على هذا السؤال المهم، وهو عن كيفية التعامل مع مريض الفصام، صديقًا كان أو قريبًا، لأن هذه من الأشياء المهمّة جدًّا في علاج مريض الفصام.

الاعتقادات التي يحسّ بها مريض الفصام - الذي يُسمَّى عندما بالضلالات الفكرية - بالنسبة إليه هي حقائق مُثبتة، وثابتة عنده، ويعتقد اعتقادًا جازمًا بهذه الأشياء، وهذا طبعًا ناتج عن بعض التغيرات للمستقبلات والموصِّلات العصبية في مُخ الإنسان.

لذلك الدرس الأول: يجب ألَّا نُغالطه ونُجادله في هذه الأشياء التي يذكرها أو يعتقدها، ولكن بنفس القدر يجب ألَّا نُصدِّقه ونعمل بما يقول، يجب ألَّا نقول له (أنت غلطان) ولكن في نفس الوقت لا نصدِّقه، وهذا طبعًا يحتاج إلى طريقة معيَّنة في التعامل.

الشيء الآخر الذي يخصّ المريض: طالما يطلب منك أن تصدِّقه فمعنى ذلك أنه نوعًا ما ليس مُقتنعًا مائة بالمائة بما يقوله، وهذا طبعًا شيء طيب في مرض الفصام، لأنه لو كان مقتنعًا بدرجة كبيرة لما طلب منك تصديقه ولاستمر فيما يقوله بأنه شيء حقيقي.

يجب عليك بطريقة هادئة ودبلوماسية، وتستغل علاقتك الوثيقة معه بأن تشرح له بأن ما حس به أو ما يشعر به هو حقيقي بالنسبة إليه، ولكنه ناتج عن بعض التغيرات في مخ الإنسان، ولذلك يجب عليه أن يُقابل طبيباً نفسياً، والطبيب النفسي هو الذي سيُحدِّد في النهاية ما يقوله وما يشعر به، وسيقوم بالتشخيص السليم وإعطاء العلاج السليم والمناسب.

يجب عليك أن تستغلّ هذه العلاقة الجيدة بينك وبينه في علاجه - أخي الكريم - لأنه بدون علاج دوائي لهذه الضلالات الفكرية والهلاوس السمعية فإن صاحبك قد تتدهور حالته.

الشي الوحيد الذي يُساعد في علاج الضلالات الفكرية هو في مضادات الذهان، لذلك يجب أن تستغل علاقتك معه في إقناعه بالذهاب لمقابلة طبيب نفسي، دون أن تدخل في جدل نقاش معه أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا صديق

    جزاك الله ألف خير يا دكتور على هذه النصيحة الثمينة و شرحك لي للأمور التي يجب علي القيام بها لمساعدة صديقي ، قمت باتباع توجيهاتك و الحمد لله صديقي خضع للعلاج و تحسنت حالته كثيراً و باتباع نصائحك في كيفية التعامل معه سهلت علينا الكثير.

    أعتذر عن التأخير في الرد ، جزاكم الله خير على مجهوداتكم و كل الشكر و العرفان للقائمين على هذا الموقع الجميل .

  • أمريكا صديق

    جزاك الله ألف خير يا دكتور على هذه النصيحة الثمينة و شرحك لي للأمور التي يجب علي القيام بها لمساعدة صديقي ، قمت باتباع توجيهاتك و الحمد لله صديقي خضع للعلاج و تحسنت حالته كثيراً و باتباع نصائحك في كيفية التعامل معه سهلت علينا الكثير.

    أعتذر عن التأخير في الرد ، جزاكم الله خير على مجهوداتكم و كل الشكر و العرفان للقائمين على هذا الموقع الجميل .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً