الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق التنفس وخفقان القلب، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ أشهر كان ينتابني خفقان في القلب، (تسارع النبضات) بشكل مفاجئ وسرعان ما يختفي، بالفترة الأخيرة قبل شهر تطورت الحالة فأصبح يصيبني الخفقان بشكل أكثر، وعند بذل المجهود، في الوقت الحالي أصبح الخفقان يصيبني عند بذل أي مجهود حتى وإن كان هذا المجهود هو المشي 100 متر فقط، أو الصعود إلى الطابق الثاني، ويتصاحب هذا الخفقان مع (ضيق تنفس) (كتمة في الصدر) ( إحساس أن هنالك شيئاً يضغط على صدري) مع تنهدات متواصلة وتعب وإرهاق عام، ودوخة، وعدم إحساس بالعالم الخارجي من حولي.

أصبحت لا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية، حيث أني لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان خوفاً من تطور هذه الحالة.

مع العلم أنه عند الجلوس أيضاً أعاني من ضيق التنفس والكتمة، لكن الأمر يزيد ويتصاحب مع تسارع بالقلب شديد عند بذل مجهود بسيط، حتى وإن كان حمل طفل صغير.

راجعت اختصاصي قلب، وما زلت في مراجعات دائمة معه، عملت الفحوصات التالية:
فحص الدم بشكل عام والنتيجة طبيعي.
فحص انزيمات القلب والنتيجة طبيعي.
فحص Troponin طبيعي.
فحص CRP طبيعي.
فحص CK طبيعي.
فحص CK-MB طبيعي.

فحص لكريات الدم البيضاء والحمراء، وكذلك HGB , much , HCT ,MCHC وكلها طبيعية
وكذلك فحوصات لفيتامينات والحديد والكالسيورم والبوتاسيوم والمغنيسيوم وكلها طبيعية جداً.

عملت أيضاً تخطيط قلب أكثر من مرة، وعملت أيضاً صورة أشعة إكس للصدر والنتائج طبيعية.

أخيراً عملت فحص إيكو، وكلها كانت طبيعية، فقط أخبرني الطبيب أنه عندي تسارع في نبضات القلب، حيث عند فحص تخطيط القلب كانت النبض 100 عند الراحة.

مع العلم أنه عند المجهود البسيط يزيد النبض عندي كثيراً، لذلك حولني إلى فحص المجهود، وكذلك فحص.

الهولتر بعد خمس أيام سأقوم بهذه الفحوصات، لكني في غاية الخوف والترقب، ولا أعلم ماذا بي، كنت في السابق إنساناً مختلفاً تماماً، وأستطيع المشي والسير مسافات كثيرة، ولا أحس بنبضات القلب تتسارع، ولا يصيبني ضيق التنفس والإرهاق الشديد عند أقل مجهود.

أنا بعمر 28 سنة، ولا يوجد أمراض وراثية في القلب بالعائلة، مع العلم أني مدخن منذ عشر سنوات، وأحاول الإقلال من التدخين.

سؤالي: جزاكم الله كل خير، هل يمكن أن الذي أعاني منه مشكلة قلبية؟ وإن لم تكن كذلك - إن شاء الله - ما سبب كل هذا الذي يحصل معي من ضيق تنفس وكتمة شديدة وتسارع نبضات القلب عند أقل مجهود وضغط على الصدر؟!

أتمنى أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لك أن تطمئن، حيث أن تسارع نبض القلب لديك ليس له علاقة بالقلب، ولا بأمراض القلب بعد كل الفحوصات التي تم إجراؤها، خصوصاً إنزيمات القلب، وباقي الفحوصات الأخرى.

إن ما تعانيه من تسارع النبض له علاقة بالتدخين، وله علاقة بالخوف المرضي من أمراض القلب، وهو تطور للخوف الطبيعي الفسيولوجي، وهذا الخوف المرضي يؤدي إلى اضطراب في مستوى الموصل العصبي المهم جداً في الدماغ، وهو هرمون سيروتونين، وهذا ما يؤدي إلى أمراض التوتر والقلق والهلع والفوبيا.

لتسارع نبض القلب أسباب كثيرة غير أمراض القلب منها التدخين وفقر الدم، ومنها الإجهاد العضلي والإرهاق في العمل، وما يصاحبه من انخفاض في ضغط الدم، ومنها التعود على تناول المزيد من المياه الغازية، والمنبهات من القهوة والشاي بكثرة.

ومنها حالة التوتر والقلق والعصبية والفوبيا التي ذكرناها، ومن ذلك أيضاً النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية.

عليك بالعمل على ترك التدخين والإقلاع عنه، لأنه في ذلك مفتاح الشفاء إن شاء الله، ويمكنك ذلك من خلال الإرادة القوية والعزيمة، وهناك العديد من الاستشارات التي تناولت مضار التدخين ووسائل الإقلاع عنه، يمكنك العودة إليها والاستفادة منها.

فيما يخص الخوف المرضي أو الفوبيا يمكنك متابعة حالتك مع طبيب نفسي للعلاج السلوكي والمعرفي، ولعمل جلسات تحليل تفهم من خلالها طبيعة المرض وكيفية التغلب عليه، كما أن هناك أدوية يمكنك تناولها مثل بروزاك أو سبرالكس من خلال المتابعة مع الطبيب النفسي لضبط الجرعات والمدة الزمنية المطلوب تناول الأدوية فيها.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، فكل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان، وبعدها يمكنك الكتابة إلى الموقع مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً