الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتبلد المشاعر نحو خطيبي، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مخطوبة لشاب عن اقتناع وحب وتفاهم، وقد قمنا نحن الاثنابن بصلاة الاستخارة لأكثر من مرة في بداية تعارفنا، والأمور -بفضل الله- تسير بشكل جيد بيننا، لكن منذ أسبوع وأنا أعاني من تبلد في مشاعري نحوه، رغم وجود كل الصفات التي أتمناها فيه، ولكن لا أعلم لم تنتابني تلك المشاعر وأحيانا الضيق، رغم تأكدي من حبي له.

أعاني من حالة قلق وتوتر واكتئاب تجعلني أفقد طعم اللذة في كل شيء، وأخاف أن أفقد ذلك الشاب بسبب وضعي الحالي هذا، فماذا أفعل؟ وأنا على وشك الزواج منه، وأخاف أن تستمر هذه البرودة في المشاعر وتقضي على حياتي الزوجية، فما هو الحل لاسترجاع مشاعري السابقة نحوه؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

تذكري أن الكثير من النساء خاصة لاسيما في المواقف الحرجة تعاني في تركيبتها الفسيولوجية نوعاً من التعقيد والتقلب في المزاج والمشاعر والعواطف المختلطة تجاه الأمور وفي القرارات الحاسمة خاصة فلا تستقر كثيراً على وتيرة واحدة، الأمر الذي يستلزم منها التروي والصبر وعدم الاستعجال وضرورة التأمل والنظر في الأمور بالموازنة التامة بين المصالح والمفاسد.

- حاولي الوقوف مع نفسك، وتأمل أسباب كراهيتك وقلقك من هذا الزواج أو الزوج، فإن كانت منطقية وواقعية فلست ملزمة على الزواج منه، بل يجب عليك مصارحة والديك برفضه وعدم الرغبة في الزواج منه، وعلى الوالدين احترام رغبتك وعدم إجبارك عليه، وقد صح في الحديث أن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف)، فلا تقبلي على الزواج حتى يتم اطمئنانك ورضاك النفسي وحتى يتم تخلصك من وساوسك حرصاً على نجاح العلاقة الزوجية المتعلقة بمشاعر الرضا والارتياح.

- اسألي نفسك ما سبب نفورك منه، فلربما لكراهية مظهره أو طريقة تفكيره، أو ربما لكثرة تواصله الزائد معك، أو عدم مطابقته لما كان في نفسك من مواصفات شريك الحياة والتي ربما كانت مبالغا فيه، فلا يخفاك انه لا يخلو الناس من العيوب والنقص، واسألي نفسك هل تنزعجين فيما لو أحب غيرك ورغب في الزواج منها؟ وهل ستشتاقين للتواصل معه فيما لو تركت التواصل الهاتفي معه لفترة طويلة؟ والكمال لله تعالى، فإن كانت العيوب مقبولة لديك فلا ينبغي لك التردد في الزواج منه والتمسك به ورد نعمة الله عليك، ذلك أن توفر الزوج الصالح في دينه وخلقه وأمانته والمقبول في مواصفاته الظاهرة والباطنة قد لا يتوفر غالباً كما تعلمين، فاحذري أن ترديه لغير دليل أو حجة شرعية أو عقلية وواقعية، وإنما لما يحتمل أن تكون مجرد وساوس شيطانية أعاذك الله منها، تجاهلي وساوسك ما دامت لا تستند إلى دليل.

- حاولي أن تركزي على محاسنه وإيجابياته، وتذكري أن الحب لا يأتي دائماً قبل الزواج، كون الخاطب غير معلوم على وجه الدقة والوضوح للمخطوبة مما يجعلها في محل تردد وقلق وهو أمر طبيعي في مسألة مهمة كهذه، وكثيراً ما تأتي المحبة بين المخطوبين مع مرور الأيام وبعد العقد أو الزواج بعد التعرف ولاسيما بعد إنجاب الأطفال كما هو الواقع.

- أنصحك بلزوم الرقية الشرعية بالإكثار من الأذكار وقراءة القرآن دفعاً لاحتمالات الحسد والعين ونحوهما.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة.

أسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح للصواب والخير صدرك ويلهمك الصبر والرشاد ويرزقك التوفيق والسعادة والرشاد، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً